رسالة اليوم

16/08/2021 - قُلْ لا للانِتقام

-

-

لاَ تَقُلْ: «إِنِّي أُجَازِي شَرًّا». انْتَظِرِ الرَّبَّ فَيُخَلِّصَكَ. (أمثال22:20)

أمرٌ لا يُرغَبَ بهِ أن تُؤذى من قِبَلِ شخصٍ ما. فلعلكَ تنزعجُ من موظَّف يسرق منكَ أو شخصٌ يكذب عليك أو يسيء معاملتك بطريقةٍ ما؟ ولكن إذا سمَحنا بذلك، فسوفَ يملأ الغضبُ قلوبنا، وسنفكِّر في الانتقام لأنفسِنا قريباً. أمَّا الذين ينتمون إلى الله فيحفظون ما يقوله ولن تقودَهم الرِّغبة في الانتقام أبداً. كُنْ خادماً لله في كلِّ شيءٍ.

لاحظ أنَّ الربَّ لا يمنعنا من الانتقام فحَسب، بل يمنعنا أيضًا من التَّحدث أنَّنا سنفعل ذلك. الحقيقة هي أن كلماتنا لها قوَّة هائلة (مز13:34). لذلك، لاحِظ ما يقوله الكتابُ المقدَّس ولا ترفض ما كُتِب فيه. لو لم يكن الانتقام مُدانًا، لَما منعَنا الربُّ من التَّحدث عنه أو التَّصرف بهذه الطريقة. يجب أن نثقَ في العليِّ، لأنَّ لديه طريقة أخرى لإرضاءِ قلوبِنا (متى6:5).

أولئك الذين وُلِدوا من جديدٍ لا ينتمون إلى الشِّرير فيما بعد (1يو18:5). انتبِه، لأنَّ الشَّيطان سيستخدم شخصاً يسيءُ إليك أوَّلاً. ثمَّ يقنعك بالانتقام. ما يريده هو أن يراك تتصرَّف بما لا يتَّفق مع الكلمة، وتمارس أعمال الجَسَد (غل20:5). بعد ذلك، سيكون قادرًا على أن يقودك، ممَّا يؤدي بك إلى الانتقام من الذي أساءَ إليك. كم من النَّاس تصرَّفوا دون تفكيرٍ، وبعد أن خمَدت رغبتهم في الانتقام، أمضوا سنوات في السِّجن؟

قال الرَّسول بولس إنَّه سيكون من الأفضل أن تعاني من الظُّلم والأذى (1كو 6.6-8) بدلاً من مقاضاة شخصٍ آخر، لأنَّ الخِلاف سيكون هزيمةً كاملة لجَسَد المسيح فعلاً. قد يقولُ أحدُهم: "لن أقبلَ الظُّلم بأيِّ حال من الأحوالِ". بالتَّأكيد، أولئك الذين يعبِّرون عن أنفسِهم بهذه الطريقة لم يختبروا الولادة الجديدة. فالذين هم في المَسيح هم خدَّام الله، وبالتَّالي هم جميعًا ملكٌ له. يُعلِن الآبُ أنَّ النِّقمة له، وأنَّه سيُكافئ من يتركه يفعل ذلك (رومية19:12). إنَّ طلب الرَّحمة للذي يقوم بإزعاجك أفضل من التَّسرع.

إنَّ الجاني في يدِ الله القدير بالتَّأكيد (عب31:10). لذلك يجب أن نطلبَ منه الرَّحمة للذي أخطأ علينا. وبدلاً من أن نشتمَ هذا الشَّخص، يجب أن نباركه (رومية 12: 14، 20). الآن، عندما نسيرُ وِفقًا للإرادة الإلهيَّة، ونخدم الله بكلِّ القلب، فسوف يَحمينا من الأشياء التي قد يفعلها النَّاس، أو يتحدَّثوا بها عنا أو عن خاصِّتنا (أم7:16). ولكن كما يحدث عادةً، هناك سبب دائماً لعدم السَّير بنسبة 100٪ وفقًا للكتاب المقدَّس (أم7:3).

سيُنقِذ الله كلَّ من يتكَّل عليه. فالانتقام الذي يُنفِّذه الإنسان أو السُّلطات لن يعيدَ الابن، ولن يجعلَ الابنة عذراء مرَّة أخرى، ولن يُعيدَ الوقت لتدمير الشَّر الذي حدثَ لشخصٍ ربما لم يكن على عِلمٍ بخطط الشَّيطان. ولكن يُمكننا إبطال أعمال الشَّيطان الآتية إذا تمَّمنا الإرادة الإلهيَّة، ولهذا أظهِرَ ابن الله (1يو8:3).

يجب أن تُفهم كلمة الله وتُحترَم بالكامل. أولئك الذين ليسوا ثابتين في الإيمان يرونَ الكثير من الأشياء الشِّريرة تحدث لهم. أمَّا الذين لا يتردَّدون في المهمَّة التي أوكِلت إليهم، يخدمون العليَّ باستقامة قلبٍ. فسيكافؤون على ما يفعلونه، حتى لو قدَّموا كأس ماء بارد لأحدِ الأخوة الصِّغار الذين يؤمنون بالربِّ (متى42:10).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز