يَا رَبُّ فِي الضِّيقِ طَلَبُوكَ. سَكَبُوا مُخَافَتَةً عِنْدَ تَأْدِيبِكَ إِيَّاهُمْ. (إشعياء16:26)

أولئك الذين يَخدمون الربَّ يجب ألَّا يمرُّوا بمواقف صعبة، لكنَّ الكثيرين يمرُّون في صراعاتٍ متعدَّدة. يصلِّي بعضُ النَّاس، بسبب الأزمة التي يواجهونها، كي يخبرَهم الله عن سبب عدم حمايته لهم. ولكنَّ اللَّوم على عدم الحماية يقع على عاتقهم، لأنَّهم هم المسؤولون عن القرارات التي يتَّخذونها، والتي تبعدهم عن الله.

عندما يتخلَّى المُخلَّص عن ارشاد كلمة الله التي تخصُّ كلّ الأمور في الحياة، فإنَّه يمشي بمفردهِ. لذلك فإنَّ مساره لم يَعُد يسوده الهدوء والسَّلام، لأنَّ العدوَّ يهاجمه بكلِّ أنواع المعاناة. في حين أنَّ هذا الشَّخص لا يعود إلى الله في توبة حقيقيَّة، وهكذا لن يساعده الربُّ. يجب على المقيَّد أن يتذكَّر من أين سقط وأن يتوب فعلاً.

القرارُ الأكثر حكمة للذي يجتاز في موقفٍ غير مناسب هو الاقتراب من العليِّ، وقراءة الكتاب المقدَّس، والتَّأمل في الكلمة حول ما يجب أن يفعله. في تلك اللَّحظة، يكشف الربُّ- الصَّالح- عن نفسِه من خلال الرُّوح القدس لذلك الشَّخص، ممَّا يمنحه القدرة على إدراك ما فعله أو عدم فعله ممَّا سمح للعدوِّ بالاقتراب والأذيَّة. عندما يفهم سبب مصيبته، تكون الحرُّية في متناول اليَد.

أمرٌ لا يُصَدَّق، ألَّا يفعل الكثيرون شيئًا بعد أن يكتشفوا ما حدثَ لهم. يعتقد البعضُ أنَّ ما فعلوه لم يكن بهذه الخطورة، وأنَّه لا يستحق مثل هذه العقوبة القاسيَّة. حقاً، ليس الله الذي يعاقبهم. بل هؤلاء النَّاس فتحوا الباب للشِّرير ليدخل إلى حياتهم ويضربهم. وطالما أنَّهم لا يُصَحِّحون الأمور مع العليِّ، سيكونون تحت سلطة العدوِّ ليعذِّبهم. كما قال يسوعُ، من الضَّروري السَّهر والصَّلاة (مر 14، 38).

يتصرَّف آخرون بطريقة صحيحة، لأنَّهم يفتحون قلوبهم، ويدركون الشَّر الذي فَعلوه، ويدعون الله على الفور طالبين المغفرة. عندما يعترفوا بخطاياهم، فإنَّهم يمنحون الربَّ الفرصة ليبيِّن لهم كيف ينالون التَّحرير. أولئك الذين يُطيعون ما يقوله الكلِّي القدرة يختبرون الآب المُحبّ الذي يعمل لصالِحهم. من المهمّ أن تكون على اتصالٍ مع الربِّ، لأنَّه في اللَّحظة الحاسِمة من المَعركة، لن تتمكَّن سوى كلمة واحدة آتية من السَّماء على إطلاق سراحِك.

عندما تدخل مخدعَك وتعترف برغباتك الشِّريرة وآثامك وخطاياك، ستسمح للقوَّة الإلهيَّة بالعمل لصالحِك. وهكذا تأتي حرُّيتك مباشرةً. أمرٌ هام ألَّا تضيِّع أيَّ لحظة كي تتواصل مع العليِّ، لأنَّه سيُظهِر لك سبب ما يُزعجك وسيساعدك على الوقوف مرَّة أخرى، ويحرِّرك إلى الأبد من قوى الظَّلام.

إذا كنت تمرُّ بموقفٍ صَعبٍ، اجعل الأمور في نصابِها الصَّحيح مع الله العليِّ. عندما تعود إلى الشَّركة مع الآب، سوف يحقِّق قصدك بفعل قوَّته الرَّائعة. عندما يحدث ذلك، ادخل مخدعَك واغلق الأبواب خلفك، صلِّ إلى الربِّ وسوف يساعدك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز