رسالة اليوم

12/08/2021 - مشكلة المَشروباتِ الكحوليَّة

-

-

اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ، وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ (أمثال1:20)

يجب أن نقرِّر موقفنا بشأن كلمة الله قبل أيِّ شيءٍ آخر. إذا قبلنا أنَّها صوتُ الربِّ، فسنجدُ فيها السُّلطان لإنجاز الأشياء التي يقولَها. إذا ازدرينا بأيِّ شيءٍ دوِّن في الكتاب المقدَّس، فسيكون ذلك خطية. بالنَّظر إلى الآية التي ندرسَها، فإنَّنا نتحدَّى نصيحة العليِّ إذا تجرأنا ووضعنا أيَّ مشروبٍ كحوليٍّ في أفواهنا.

لاحِظ أنَّ الآثام أكثر جاذبية من الأشياء الطبيعية. عاشتْ حوَّاءُ في جنَّة كاملة، مليئة بالفاكهة والزُّهور، لكنَّها توقَّفت لتهتمَّ بثمر الشَّجرة الوحيدة التي أمرَها الربُّ ألَّا تأكلَ منها. كُنْ ذكيًّا، لأنَّ الشَّيطان يعمل على إبعادك عن المحضر الإلهي دائماً ويجعلك تقع في التَّجربة. قال يسوعُ: اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ (مر 14، 38).

استخدمَ الإنسانُ الحبوبَ لصُنعِ مجموعة كبيرة ومتنوِّعة من المُنتجات، بما في ذلك المشروبات الكحوليَّة. العديدُ من هذه المُنتجات، تسبِّب لنا الكثير من الضَّرر بمجرَّد تصنيعِها. فكان هناك نموٌّ واسِعُ النِّطاق للأشخاص المُصابين بمرض السُّكري والسَّرطان وأمراضٍ أخرى مع استخدام هذه الأغذية المُصنَّعة. ليس من قبيل المُصادفة أنَّ نموَّ مثل هذه الأمراض يحدثُ بوتيرةٍ أكبر في كثيرٍ من البلدان التي تستهلك المنتجات الصِّناعيَّة.

تُعلنُ هذه الآية أنَّ الخمرَ مُستهزئة. ورغم ذلك يشربها الكثيرُ من المتديِّنين لأنَّهم لا يعرفون ما هو "الخمرُ الأفضلُ جودة" الذي صنعَه الربُّ يسوع. فبعض النَّاس، يقودهم روحُ الازدراء الموجود في المشروبات المخمَّرة، وهم لا يرون أيَّ سببٍ للتوقُّف عن شُربها. بل يستهزئون بالذي يمتنع عن ذلك.

نظرًا لأنَّه مشروبٌ يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الكحولِ، فإنَّ النَّبيذ هو عَجَّاجٌ أيضاً، إذ يُبعِد شاربه عن حواسِه الطبيعية، وينقله إلى عالم الشَّهوانيَّة. وهكذا يوافِقُ الشَّخص على أشياءٍ اعتاد أن يعتبرَها خاطئة ومكروهة في أيَّام قداستِه، وبالتالي ينفصل عن قداسة الربِّ. يسلبُ الخمرُ الذَّكاء أيضاً، ويجلب معه الشَّهوة. من الواضِح أنَّ هذا المشروب يسبِّب ضررًا كبيرًا، وفي بعض الحالاتِ، تظهر آثاره في سنِّ الشَّيخوخة فقط.

هناك الكثيرُ من الأشخاصِ الطَّيبين الذين هزَمهم هذا المُنتج. وبعضُهم يقول إنَّه لا يسبِّب ضرراً، بل يحتوي على مادة جيِّدة وصحيَّة. حسنًا، العِنَب هو مادة مفيدة، باستثناء الذين يعانون من الحساسيَّة أو عدم التَّحمُّل. وتأتي معظمُ الأدوية من المُنتجات الطبيعية أيضاً. في الحقيقة، لم يخلق الربُّ شيئًا غيرَ صالح. ولكن، أمرٌ خاطئ أن تُعطى وجهة خاطئة لهذه الأشياء.

لا فائدة من الجِهاد للتَّحلي بالحِكمة، والسَّعي لتعلُّم ما تمَّ تدريسه في العلوم، والسَّير بحكمة في الطريق الصَّحيح، إذا ضلَّ المرءُ بتأثير الكحول أو أيِّ منتجٍ آخر يسبِّب التَّخدير للعقل. تُعلن الكلمة أنَّه يجب أن نُصغي إلى النَّصيحة ونقبل التأديبَ كي نكون حكماءً في الأيَّام الأخيرة (أمثال20:19).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز