رسالة اليوم

06/08/2021 - يجب أن نتقِنَ فنَّ الصَّلاة

-

-

لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ. (مزمور2:141)

تعلَّم داودُ كيف يصلِّي، ولهذا انتصرَ في تحقيق طلباته التي رفعَها إلى الربِّ. تماماً كما يجب على الرِّياضي إتقان قواعد الرِّياضة التي يُمارسها، كذلك يجب علينا مراعاة إرشادات الصَّلاة. كما هو الحال في الرِّياضة، فإنَّ التَّوقيت أمرٌ بالغ الأهميَّة، لذلك يجب علينا أيضاً أن نفهم الوقتَ المُناسِب لأداء صلاة الإيمان. التَّفاصيل هي ما تصنع الفرق. كلُّ فائز يعلم أنَّ لا شيءَ يحدثُ بالصُّدفة. ما يهمُّ حقاً هو الطريقة التي يتصرَّف بها.

بالنِّسبة لصاحب المزمور، كان لا بدَّ من رفعِ صلاته أمامَ الربِّ كبخورٍ. لم يتكلَّم كإنسانٍ طبيعي، بل تحدَّث بما كشَفه له روحُ الله، لذلك تمَّ قبولُ طلباته. حتى لو كنت غاضبًا، لا تتحدَّث إلى الربِّ أبدًا بطريقةٍ غير مهذَّبة ولا تستخدم الحجج البشرية. فهو ليس مسؤولاً عن عدم فهمِك. طريقتك في الصَّلاة هي المسؤولة عن فشلِك.

لا يحتاج البخورُ الذي يُقدَّم هنا على الأرض إلى مركبةٍ بشريَّةٍ كي تُنقله إلى السَّماء؛ بالحريِّ، واحدة من القواعد التي خلقَها الربُّ سترفعها إلى محضرِ الله. في الوقت الحاضِر، لا يأمرنا الله أن نحرقَ البخور بالمعنى الحَرفي للكلمة، كما كان في أيَّام العهد القديم. في تلك الأيام، كان البخورُ رمزٌ للصَّلاة المُستترة والحازمة، لم يستطِع الجميعُ القيام بها، لأنَّ نعمة الله لم تكن قد أرسِلتْ بعد.

عندما جاءت النِّعمة- التي أتى بها الربُّ يسوع- بدأت في إعداد الذين يستمعون إلى كلمة الله بالفضائل السَّماوية. هذه الفضائل تجعلنا نصلِّي بطريقةٍ مَرضيَّة ومقبولة لدى العليِّ. بالنِّسبة للذين سلَّموا قلوبهم ليسوع ووُلِدوا من جديدٍ، لا توجد دينونة (رومية1:8)، والتي من شأنها أن تعيق استجابة الله لصلواتِهم.

رفعُ اليدين هو لفتةٌ رمزية. ليس عليك أن تفعلَ كما فعلَ موسى. عندما رفَع يديه، جعل الربُّ إسرائيل ينتصر على عماليق وجيشِه، ولكن عندما أنزلَ يديه، انتصرَ عماليق (خروج11:17). هذا الفِعل يعني أنَّه يجب عليك استخدام القوَّة التي أعطاك إيَّاها الآبُ. في كلِّ مرَّة تفعل ذلك، سيقبل الربُّ موقفك كعملٍ من أعمال البرِّ الذي تقومَ بهِ.

لا تستخدم الأمرَ فقط. أعطاك الربُّ يدين- ممثَّلة بإرادتِه وقوَّته. لذلك لا تَقُم بعملهِ برخاوة، كأنَّك كرِهتَ ما أمَرَك به الربُّ. اتبع التَّعليمات التي أعطاها جِدعون للثَّلاثمائة الذين أعطاه إيَّاهم الله لهزيمةِ المِديانيين (قضاة7: 17-20). صَرَخوا لله العليِّ وجدعون. وأنتَ تضرَّع للربِّ ومن أجلِ رسالتِه أيضاً.

في نظرِ الله، من المهم جدًا أن تدخلَ المعركة بكلِّ قلبِك وبكلِّ روحِك وكلِّ قوَّتك. من ناحيةٍ، استخدِم نعمة الله، ومن الجانبِ الآخر، إرادتَك. إذا رفعتَ يديكَ، فإنَّ انتصارك مؤكَّدٌ، لأنَّ الآبَ سيكون مسروراً بالطَّريقة الكتابيَّة التي تخدمه بها.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز