رسالة اليوم

26/10/2016 - إهتموا بِما هو فَوق

-

-

فَأَقُولُ هَذَا وَأَشْهَدُ فِي الرَّبِّ، أَنْ لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضاً بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ (أَفَسُسَ 4: 17).

إذا قَبِلَ أحدٌ المسيح يسوع، لابُدّ وأن يَحدُث تغييرٌ في حياتهِ. لكنَّ الذينَ مَازالوا يسْلكونَ بِحسبِ أفكارهم الشّريرة لم يجدوا الطريق بَعْد. أنّ الرَّب يُريدُنا أن نتبعَ تَعاليمه, فنكون في المَكان والزّمَان الَّذي يَختارهُما الرَّبُ لنحصُل على البركةِ التي أعَدّهَا لنا. ونوجه أفكارنا إلى ذلك الذي لا يُخطئ أبداً. لا تَعرف الأمم إلى أين تذهب أو مَاذا تريد. لكن نَحنُ لدينا الكتاب المُقدس، الذي يُبيّن لنا مَشيئة الله، ونتبَعَهُ بالإيمان.

كَلّ من قبلَ المسيح صَار إنساناً جديداً, وحَياتهُ تغيرت بالكامل (كورنثوس الثانية 5: 17). أبناءُ الرّب يُصبحون مُختلفين تماماً، ولايفعلون مَا كانوا يَفعلونهٌ في الماضي. أولئك الَّذين اختاروا الطريقَ الصَّعبْ وإجتازوا مِن الباب الضَيق، لايُمكن أن يُسرّوا بِفعلِ الخَطيئة, بلَ يفعلونَ فقط مَا يُرضي الرَّب (أفسس 5: 3- 21).

كُلّ مَسيحي يَعيشُ في الخطيئة فَهو بَعيدٌ عَن كلمة الله. والَّذي يَجدُ نَفسهُ في هَذا الوضع يَجبُ أن يَرجعَ بسُرعة إلى الرَّب لأنّ الشّيطان سَيسيطرُ على جَميعِ أفكارهِ, ويكتشفُ ذَلك بَعد فواتِ الأوان, وأنهُّ غير قادر عَلى التخلّصِ مِنهُ. لأنهُ سَمحَ لهُ أن يتحكّمَ بأفكارهِ ويَستغلهُّ لإرتكاب الخطيئة. لِذلك لا تفسح المَجال للغرور أو الأفكار المريضة بالسّيطرة عليك لأنّها من الشّرير.

الرَّبّ حَريصٌ على أن يَرانا نتْبعُ كَلامَه، لأنه الأفضل لنا وهو مَشيئته لحَياتِنا، ولأنه أيضاً يُناسبُ إمكانياتنا وشخصياتنا (إرميا 29: 11).

يَجبُ أن يَكونَ خادمُ الرَّب في المَكان الذي يتواجد فيهِ الرَّب فقط، سَواء كان بالفكرِ أو بالجسَد. وإلهُنا هو الذي يُشيرُ إلى المكانِ الذي ينبغي أن نكونَ فيهِ. والتواجدُ في المكانِ الخطأ يسببُ لنا الضّرر.

لا تدع أيَّ فكرٍ مِن الشّيطانِ يُسيطرُ عَليك، لأنّ الشّيطانَ كائنٌ خَطيرٌ جداً، إذا إقتحمَ أفكارك ولو بفكرةٍ واحدةٍ سَوف يُلوّثها بالكامل. أفكارُنا دَائماً بحاجةٍ إلى تغذيةٍ وقيادة ذَلكَ الَّذي لا يَرتكبُ الأخطاء أبداً, وبإتباع تعاليمهُ لن نَسقطَ في الخطيّة مُطلقاً.

إعلم أنّكَ لسْتَ مثل الأممِ، لأنّك لو فعلتَ مِثلهُم سَوف تَخسرُ مَكانتك التي أعطاك إيّاها الرَّب. أولئك الذين أنقذهُم من سُلطان الظلمةِ وإنتقلوا إلى مَلكوتِ ابنِ محبتهِ, لا يُمكن أن يعودُوا للأفكارِ الشّريرةِ مرةً أخرى (كولوسي 1: 13-14). يأملُ الرّب أن لا أحدَ من أبنائهِ يفتحُ ثغرةً في سورِ النّار الذي يَحفظهُ من كُلّ سوءٍ. لِذلك، اهتمّ فقط بالأشياء التي تأتي مِن فوق، تِلكَ التي تُعلّمنا وتجعلنا نَفهمُ مشيئة الرَّبِ الكاملة والمرضية (فيلبي 4: 8).

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز