رسالة اليوم

30/07/2021 - أعظم معلِّم

-

-

«هُوَذَا اللهُ يَتَعَالَى بِقُدْرَتِهِ. مَنْ مِثْلُهُ مُعَلِّمًا؟ (أيوب22:36)

أشياءٌ كثيرةٌ تفوقُ فهمَنا. أحدُ الأسئلة الشَّائعة هو: لماذا لم يأخذنا الربُّ إلى السَّماء عندما خلَصنا؟ يسألُ الكثيرون هذا السُّؤال، ولكن بالنِّسبة للذين لديهم خبرةٌ شخصيَّة مع الله، لا يوجد سببٌ يدعو إلى التَّأسُّف على إقامتنا هنا في هذا العالم. بالنِّهاية، أعلنَ الربُّ: يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. (مزمور7:91). صدِّق أنَّ المسيح هو المُعلِّم الذي يعرف كيف يعلّم الذين ينتمون إليه (أيوب 13.13).

بينما نحنُ هنا، سنواجِه مشاكلَ مع الشِّرير، الذي لا يكلّ ولا يَلين في محاولة إزاحتِنا من مكانتِنا في المسيح وهزيمتِنا. لكن يجب ألَّا نخافه لأنَّه لا يستطيع أن يلمِسَنا (1يوحنا18:5). ما لم نبتعد نحن المَسيحيين عن حماية الربِّ، لن يضرَّنا العدوُّ. يجب أن يكونَ موقفنا دائمًا هو السَّير ورؤوسنا مرفوعة، ساهرين، واثقين في أبينا دائماً (1 بطرس8:5).

يبدو أحيانًا أنَّ الله لا ينتبه لِما يَحدث لنا. لكن ذلك غيرُ صحيحٍ. فهو يعرف كلَّ خِطَطَ الشَّيطان ضِدَّ حياتنا وكلَّ تجربة نواجِهَها أيضاً (1يوحنا 4.4). يأتي الله القدير لإنقاذنا أثناءَ التّجارب، ولن يسمح أبدًا بتعرُّضنا للتَّجربة إلَّا كما هو معتادٌ عند الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، سيوفِّر لنا ملجأً أيضاً، حتى نتمكَّن من تحمُّل التَّجارب التي نتعرَّض لها (كورنثوس الأولى13:10).

الله يتمجَّد ويرفعنا بقوَّته. لذلك يجب ألَّا نخشى أكاذيَب الشِّرير أو فخاخَه. الحقيقة هي أنَّ الربَّ درعٌ لا يُقهَر ولا يُمكن اختراقه. بالثَّبات في الله القدير، نصنعُ فريقاً لا يُقهر من خلالِه (يوحنا7:15) السِّر هو التَّمسُّك بوعود الربِّ وسُرعان ما سترى أنَّ العاصِفة الرُّوحية قد مرَّت بسلامٍ.

العليُّ له هدفٌ عندما يَسمح لنا أن نُجرَّب. يَستخدم التَّجارب كطريقة لتعليمِنا الطريقة الصَّحيحة للتَّصرف خلالَ معاركِنا. لديه الكثيرُ من البركات في انتظارِنا، وإذا لم ننمو في الإيمان، فلن نتمكَّن من امتلاكِها. أفضل ما يجب فعله هو السَّماح له بأن يعلِّمنا، فمن يتعلَّم من المُعلِّم الأعظم. عندها لن يعرف الهزيمة أبداً.

تعاليمُ الله كامِلة. إنَّه يعرف كم يُمكننا أن نتحمَّل. لذلك فهو يُساعدنا بقوَّتِه، ويرفعنا على أعدائِنا (مزمور5:23). حتى لو كنتَ متأكِّدًا من أنَّ كلَّ قوى الجحيم قد اتَّحدت لتدميرك، تذكَّر أنَّ الربَّ وَعَدَك بأن يرفع علَمَك ويقاتل نيابةً عنك. إن كان الله معنا، فمن علينا (رومية31:8)؟

لا تخف إذا شعرتَ أنَّك تتعرَّض لهجومٍ من قوى الجَحيم! فعلى الرُّغم من أنَّك تمرُّ بعمليَّة تعلُّم، إلَّا أَّنك لا تزال قادرًا على توبيخ الشَّر. المُهم هو أن تظلَّ على اتصالٍ مع كلمة الله، لأنَّك ستكتشف ما يجب عليكَ فِعله من خلال كلمتهِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز