وَكُلَّ قُرُونِ الأَشْرَارِ أَعْضِبُ. قُرُونُ الصِّدِّيقِ تَنْتَصِبُ. (مزمور10:75)

ما زِلنا نتحدَّثُ عن الأشرارِ- النَّاس الذين لا يخدِمون الربَّ، والذين يشكِّلون خطورةً على الذين يَلتفِتون إلى صوتِ الله. تُعلِنُ الآية التي هي موضوعُ دراسةِ اليوم أنَّ الله سوفَ يكسِرُ قوَّة الأشرارِ. باتِّباع تعليمات الله، التي يتمُّ تقديمُها من خلالِ كلمتهِ، يُمكننا تجنُّب وصفَنا بالأشرارِ. سيكون أمراً رائعاً لو أنَّ كلَّ الذين يَعملونَ الشَّر قد قاموا بتعديلِ طُرقِهم.

كلُّ شخصٍ يمتلك سريراً. وقد يكلِّفُ سريرُ بعضِ الأشخاصِ مبلغاً كبيراً من المالِ، ربَّما لأنَّه مصنوعٌ من موادٍ عالية الجودة، في حينِ أنَّ سريرَ أشخاصٍ آخرين قد يكون رديءَ الجودة. كِلا السَّريرين يخدمُ نفسَ الغرضِ تماماً. هناك أشخاصٌ على استعدادٍ لدفعِ مبلغٍ كبيرٍ من المَال مقابلَ مرتبةٍ ما، لأنَّها تحمِلُ علامةً تجاريّةً مشهورةً، وقد تكون أكثرَ راحة فعلاً. ولكن حتى لو كان السَّرير عبارة عن مجموعةٍ من طبقاتٍ كرتونيَّةٍ مُجمَّعة معاً، فإنَّ ما يحدث هناك- حيث نضعُ أجسادَنا- هو ما يهمُّ في نهاية اليوم حقَّاً.

الشَّخصُ الشِّرير في فراشهِ، بدلاً من السَّماح لنفسِه أن يتعلَّم من الربِّ، أو بدلاً من إجراء فحصٍ ذاتيٍّ لمعرفة أين ارتكبَ الأخطاء، يستمرُّ في التَّفكير في كيفيَّة زيادة قوَّته من أجلِ خِداع الآخرين والخروج من المواقِف غيرِ المواتية له. يُخبِرنا الآبُ، الذي يرى كلَّ شيءٍ، أنَّ هذا الشَّخص الذي احتقرَ طريقَ البرِّ لن يتقدَّم. كلُّ يومٍ ستنكسِرُ قوَّته.

بدون شكٍّ، سيكون ناجحاً إذا سعى إلى معرفة خطَّة الله في حياتِه. سيحميه الله من خلالِ التَّعرف على إرادة العليِّ وتحقيقِها. ولكنَّه قد اختار طريقَ الشَّر. هذا الشَّخص يعلم أنَّ أفعالَهُ باطلةٌ فيقول: "هذا قدَري". لا! هذا ليس صحيحاً. لدينا جميعاً الوسائلُ اللَّازمة لفعلِ ما هو صالحٌ. فلماذا إذن نسمح للشَّيطان أن يُضلَّنا؟

سيكون أمراً رائعاً لو كرَّسَ الجميعُ أنفسَهم لتعلُّم كلمة الله وللملء بمواهبِ الرُّوح القدس. وهكذا لن نسمعَ عن أشخاصٍ فقدوا الأملَ، والذين تدمَّروا بفعلِ المخدَّرات، والمتورِّطون في الزِّنا وغيرها من الأعمالِ المُهلِكة التي ابتُليَ بها مجتمعُنا للأسفِ. ألن يكون جميلاً إذا عرفَ الجميعُ الربَّ وأحبُّوه؟ سنسمعُ عن الأشياءِ الصَّالحة فقط بعد ذلك.

الشَّر في كلِّ مكانٍ. يبذل الشَّيطانُ قصارى جهدِه- من خلالِ أكاذيبِه- لبيع "منتجاتِه". لقد كان قادراً على خِداع الكثيرين لسببٍ واحدٍ فقط: لقد ظلَّ شعبُ الله صامتين بشأنِ الحقِّ والخير. نتيجةً لذلك سيطرَ الشَّرُ. إذا بقيَت الكنيسةُ صامتةً، فسوف تسودُ الممارسات الخاطئة قريباً. علينا أن نتحدَّث عمَّا يفعله الله ونقولُ للجميع أنَّ خدمة الربِّ أفضل من تصديقِ أكاذيب العدوِّ.

خطأ آخر نرتكِبَه في كثيرٍ من الأحيانِ هو عدمُ إظهارِ قوَّة الله لدرجة أنَّ الشَّيطان سيغضبُ من موقفِنا كخدَّام للعليِّ. ولكنَّنا نظلُّ صامتين، لهذا سوف نتلقَّى بطاقةً من الشَّيطان تقول "شكراً جزيلاً لك" في يومٍ من الأيَّام. يا ربُّ ارحمنا! صلاتي أن يبدأ كلُّ الذين خَلَصوا القيامَ بعملِ الله بقوَّتِه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز