رسالة اليوم

25/10/2016 - أنت مرسلٌ من الآب

-

-

فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضاً لِلأُمَمِ. (غلاطية 2: 8).

الله هو الَّذي يَقومُ بتنفيذِ كُلّ مُهمةٍ يُرسلُنا إليها. ولديهِ خِططٌ كثيرةٌ لأبنائهِ، لِذلكَ، يَجبُ عَلينا أن نَفهمَ كَيف وأيَن يُريدُنا أن نُنفّذ خُطته. والَّذي يختار أن يُفكّرَ بِنفسهِ بعيداً عَنْ الرَّب سَيعمل بِمُفردهِ. لكنَّ الشَّخصَ المُرسَلَ من الله العَليّ لنْ يكونَ كَشريكٍ لهُ فقط، بل كمُتمّم لِمشيئته أيضاً. بُطرس مثلاً، كَان مُرسلاً لدعوة أهل الخِتان؛ وبولسُ للأُمم. وإذا كَلّفنا الرَّب أنا أو أنت بِمهمةٍ مَا. علينا إتمام ذلك، لأن مَنْ يفعلُ مشيئةُ الآبِ, يُعطيهِ الرَّب سُؤْلَ قلبهِ (سفر المزامير 37: 4- 5).

إنّه لأمرٍ في غايةِ الأهمية أن يكونَ لدينا الرّغبةُ لتنفيذِ مَا يطلبهُ الرَّبُ مِنا, فهو يَحتاجُ للَّذين يَسمحونَ لهُ باستخدمهم. وهو إلهُنا الَذي يخلقُ عينين للمولود أعمى، و يفتحُ آذان الصُّم؛ وهو الَّذي يجعلُ الأخرسَ ينطق والمشلولَ يمشي. وهو مَن يعطينا القوّةَ لكي نَطرُد الأرواح الشّريرةَ ونَغلِب الشّيطان ولا شيء يضرّنا أبداً (لوقا 10: 9).

لدى الله الآب خطةٌ لكُلّ شخصٍ في عائلتهِ (سفر المزامير 139: 5- 16)، ومشيئتهُ هي الأفضلُ دائماً لنّا، لأنّها تعطينا النّجاح هُنا على الأرض، ونفوز أيضاً في الأبدية. لِذلك، عَدم إتِباعك المشيئة الإلهية، يعني فشلاً في كُلّ ما تفعلهُ.

ومَن يُريدُ أن يكونَ حَكيماً يَجبُ عَليهِ أن يقولَ: "نعم ها أنا يا رب". وعندما تفهم ما يُريدهُ مِنكَ، إبدأ العمل. في بَعضِ الحالاتِ أنتَ تحتاجُ أن تُجهّزَ نفسكَ. وفي حَالاتٍ أُخرى، يُمكنك البدءُ بالعَملِ مباشرةً، والرَّبُ ذاتهُ سَوفَ يوجّهكَ. وحتى الذي يحتاجُ إلى تجهيز نَفسِهِ للخدمة مثلاً، لا ينبغي لهُ أن يتخلّى عَن سَماعِ إرشاداتِ الرَّبِ. فالسّرُ هو أن نَفعلَ ما يُعلّمنا إيّاه.

مَن أرادَ أن لا يُنفّذَ مَشيئة الله، عَليهِ أن لا يَنتظرَ إرشَاداتهِ فقط، ويَعملَ بِمفردهِ، وفي الحقيقةِ لنْ يثمرَ شيئاً (سفر الأمثال 19: 2؛ 15: 5). وبِعبارةٍ أُخرى، عَدمُ إتباعِكَ إرشادات الرَّب، يعني عَمَلكَ مَع العَدوّ, ولكن بإتباعِكَ إرشاده، فأنتَ تُساعدُ في تتميمِ مشيئتهُ.

بالنسبةِ لبطرسَ إختارهُ الرَّبُ للعملِ مع أهلِ الختانِ؛ أما بولسُ فقدْ أرسلهُ إلى الأممِ. ولكن، لو غيّروا مَهامهُم، لما حَقّقوا النّجاحَ أبداً. والرَّبُ يُرسلنا لأعمالٍ مُختلفة، بِسببِ شَخصية كُلِّ واحدٍ مِنّا ومقدرتنا على سَماعِ صَوتهِ وإدراك دَعوتهِ. فافهم مَاهو مَجالُ خِدمتكَ وإتكل على الرَّبِ القدير إلهك. وإن كُنتَ خَادماً أميناً سَوفَ يُنجزُ بكَ المشيئةَ الإلهية, وهَذا مايجعلُ الآب سَعيداً.

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز