رسالة اليوم

25/07/2021 - ما يقودُ الشِّريرُ إلى الخِداع

-

-

لأَنَّهُ مَلَّقَ نَفْسَهُ لِنَفْسِهِ مِنْ جِهَةِ وِجْدَانِ إِثْمِهِ وَبُغْضِهِ. (مزمور2:36)

يعتقد الشَّخصُ الشِّرير أنَّه شخصٌ مميَّز ويعتقد أنَّ نواياه الحقيقية لن تُكتشَف أبداً. المُحتالُ لا يعرِف أنَّ خطأه الأكبر هو اعتقاده أنَّ الجميعَ (باستثنائِه) حَمقى. صحيحٌ أنَّه لن يكتشِفَ الجميعُ خطيَّته، لكنَّ الشِّرير يظنُّ أيضاً أنَّ الربَّ الإله الكلِّي العِلم (الذي يعرف ويرى كلَّ شيءٍ) لن يتمكَّن من رؤية خطيّته. أنا أشعرُ بالشَّفقة عليه فعلاً! فكيفَ يخدعه الشَّيطانُ بهذه الطريقة؟

ينخدعُ في عيني نفسهِ، لأنَّه كثيرُ التَّملَّق. وبما أنَّ عينيه شرِّيرتان، فإنَّ جسَده كلَّه سيكونُ شرِّيراً أيضاً. يتفاخر معتبراً نفسَه أذكى شخصٍ في العالم، معتقدًا أنَّ أعماله الشِّريرة تجعله متفوِّقًا على الآخرين. كلُّ من هو تحتَ سيطرة العدوِّ يكون أعمى روحيّاً وغير قادرٍ على رؤية أنَّه يسيرُ في الطريق الخطأ.

عندما يقارنُ شخصٌ شرِّيرٌ نفسَه بنا، فإنَّ عينيهِ تتعالى. بل يقولُ إنَّه يُشفِق على الذين يخدمون الله، لأنَّهم حسبَ قوله، يتخلَّون عن ملذَّات الحياة. يعتبرُ نفسَه شديد الإنجاز، ويعتقد أنَّ لا شيءَ ينقصه. ولكنَّه ينتقل من خطأ إلى خطأٍ، دون أن يُدرك أنَّه يمشي باتجاه هلاكِ نفسِه.

هناك لحظاتٌ يتوقَّف فيها ويفكِّر: "أنا حقاً بحاجة إلى التَّغيير." لكن حقيقة أنَّه يحصل على ما يريد بسهولةٍ (والذي، بالمناسبة، يأتي من الشَّيطان) يمنعه من اتِّخاذ القرار الصَّحيح. إذا ذهبَ إلى جنازةٍ، حيث نرى نهاية كلِّ إنسان، فقد يفكِّر الشَّخص الشِّرير بشكلٍ مستقيمٍ لبعضِ الوقت، ويقول لنفسِه إنه سيتغيَّر بالتأكيد أيضاً. لكنَّه سُرعان ما يعود إلى عالمهِ الشِّرير وينسى وعدهُ.

لا يُمكن إلَّا أن يتحكَّم الشَّيطانُ في قلبِ الشِّرير، لأنَّه لا يتصرَّف كإنسانٍ صالحٍ. إنَّه قادرٌ على إغواء ابنة شخصٍ ما، ولكن إذا فعلَ شخصٌ شرِّيرٌ آخرٌ الشَّيء نفسَه مع ابنتِه، فإنَّه يغضب ويهدِّد ويُصبح عنيفًا. وهو يتصرَّف بنفسِ الطريقة فيما يتعلَّق بالأمور التِّجارية والوعود التي قطعَها. لا شكَّ أنَّ الشَّيطان هو المتحكِّم في الشِّرير.

الشَّخصُ الذي يفعلُ الأشياءَ الشِّريرة يمرُّ بدوَّامة تؤدي إلى الشَّر. بمرور الوقتِ، سيشعر أنَّ ما اعتادَ على فِعله في البداية لم يَعُد مثيراً، لذلك يبدأ في البحثِ عن المزيدِ من الأشياء الشِّريرة. إنَّ قلبَ الأشرار لا يعرف فِعل الرَّحمة أو الرَّأفة أو الحبِّ.

كما أقولُ دائماً، كلَّما ابتعدتَ عن أيِّ شخصٍ يفعلُ أشياءً شرِّيرةً، كلَّما كان ذلك أفضل. حتى لو كنتَ صادقاً ولديك هذا الشَّخص كصديقٍ، فإنَّ الرُّوح التي تتحكَّم فيه ستحاول إقناعك بفعلِ نفسِ الأشياء التي يفعلها، أشياءً لن تفعلَها بدونِه. الحزنُ هو نهايةُ الشَّخص الذي يبتعدُ عن طريق الله ليسير في طريق الشَّر.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز