لِمَاذَا أَهَانَ الشِّرِّيرُ اللهَ؟ لِمَاذَا قَالَ فِي قَلْبِهِ: «لاَ تُطَالِبُ»؟ (مزمور13:10)

يوجد في قلبِ الشِّرير صوتُ المعصيةِ. ولهذا السَّبب لا يفكِّر الشِّرير مرَّتين قبلَ أن يتخلَّى عن الله. لم يَعُد ضميرُه يؤلمه عندما يفعل شرَّاً، لأنَّ تجاوزاته كثيرةً جدّاً، لدرجة أنَّه لا يهتمّ إذا كان يؤذي أو يسيء معاملة شخصٍ آخر. الشَّيء الوحيدُ الذي يهتمُّ به هو الحصولُ على ما يُريده، بغضِّ النَّظر عن حقيقة أنَّه اضطرَّ للدَّوس على شخصٍ ما لتحقيقِ شهوة قلبهِ الشِّريرة. أشعرُ بالأسفِ تجاه الأشرار، لأنَّهم يعتقدون أنَّ الله لن يطلبَ حساباً أبداً.

يوجد في قلبِ الشَّخص الصَّالح صوتُ الرَّاعي الصَّالح. وذاكَ يقوده إلى الطريق المُستقيم. حتى في مواجهة التَّجربة، يقنعه الصَّوت الهادئ بعدمِ الاستسلامِ إلى يدي الشَّيطان. إنَّه وديعٌ دائماً، لا يخاف أبدًا. ولا ييأس إذا شنَّ العدوُّ هجوماً عنيفاً عليه. الصِّديق يحافظ على الشَّركة مع الربِّ، فلا يَنفُذ صبرُه ولا يفشل. يتمُّ توجيهه باستمرارٍ بسلامٍ.

يختبئ صوتُ التَّمرُّد والعدوان في أعماق قلب الإنسان الشِّرير؛ لذلك لا يستطيع أن يقاوِمَ حتى أصغرَ الإغراءاتِ. بالنِّسبة له، فإنَّ فِعل ما يشاءُ هو أمرٌ طبيعيٌّ مِثل التَّنفس، لأنَّه لا يستطيع أن يفكِّرَ في أيِّ شخصٍ آخر غير نفسِه، أو في الذين ضلُّوا، ولا في نعيمهِ الأبديّ. إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى كيف يعيش مثل هؤلاء النَّاس، لأنَّهم يتصرَّفون مثل الحيوانات البرِّية التي، من أجل تلبيةِ احتياجاتها، تقتلُ مدرِّبها.

عندما ينظرُ الشَّخصُ الشِّريرُ حوله، يُمكنه رؤية ما يُمكن أن يمنحَه المتعة أو الرِّبح فقط. أمامَ عينيه لا احترامَ لِما يقوله الله. قراراته لا تستند إلى ما يقوله الكتابُ المقدَّس أبداً، ولكن على مقدار الرِّبح أو الاستمتاع. يمشي بلا وجهةٍ ولا يعرف ما يخبِّئه المستقبلُ له. عندما يكذب الشَّخص الشِّرير، لا يشعر بأيِّ خجلٍ.

أكبرُ خطرٍ على الشِّرير هو أنَّه لا يهتمُّ بمخافة الربِّ، لذلك فهو لا يعتقد أنَّ فِعلَ الخير قد يكون أفضلَ من فِعل الشَّر. يحتملك إذا منحتَه بعض الأرباح أو إذا كان بإمكانِه الاستفادة منك. وسوف يتسامَح معك. ولكن إذا شعرَ أنَّه يستطيع العيشَ دونك، فلن يفكِّر مرَّتين قبلَ أن يدير ظهره لك. لا تحافظ على صداقة مع شخصٍ شرِّيرٍ، ولكن ألقِ التَّحية عليه دائماً، وعندما يمكنُ ذلك؛ انقل رسالة الله إليه.

ابتسامة الشِّرير ماكرة، وحديثه شرٌّ، وذكاؤه من الشَّيطان. أفضلُ شيءٍ دائماً هو معرفة سببَ قدومه إليك. من ناحيةٍ أخرى، لا يسمح خدَّام الله بأن يستخدمَهم العدوُّ أبداً، بغضِّ النِّظر عن مدى الشِّدة. حتى إذا كان عليه أن يتكَّبَّد الخسائر، فلن يمدَّ يدَه إلى شيءٍ غير قانوني أبداً؛ بل هو ثابتٌ في مواعيد الربِّ.

يعيشُ قدِّيسي الله بحسبِ كلمتِه. هم متواضعون، لا يستعملون مكياج الخطيئة، لا يلبسون ثيابَ الشَّهوة، ولا يرقصون على موسيقى الشَّيطان. من الأفضل أن تكون في وسطٍ متواضعٍ، وأن يكون لديك قلبٌ طاهرٌ وأن تتصرَّف وِفقًا لإرشاد الآب. إذا قمتَ بذلك، فلن تقعَ في أيدي العدوِّ أبداً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز