رسالة اليوم

23/07/2021 - عقوبة المتمرِّد

-

-

فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ. فَالْتَفَتَ هَارُونُ إِلَى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ. (العدد10:12)

كشفت مريمُ عن غيرتِها على أخيها موسى من خلالِ موقفٍ عُنصري. للأسف، يواصلُ الشَّيطان هذا اليوم بوقوع الضَّحايا، وفي وسَط شعب الله أيضاً. فشلَ الكثيرون في النُّمو في الإيمان لأنَّهم استسلموا للتَّجربة. والأسوأ من ذلك أنَّهم يبقون في أيدي الأرواح الشِّريرة كي تعذِّبهم إلى الأبد.

عندما رأى هارونُ ما حدث لأختِه- الأخُ الأكبر لموسى الذي انضمَّ إلى مريم في حماقتِها بالتَّحدُّث ضِدَّ خادم الله- ذهب مباشرة إلى موسى طالبًا الغُفران لنفسِه ولمريم. يجب على كلِّ الذين أخطأوا أن يعترفوا بخطاياهم ويطلبوا الغفران. من أخطأ ضدَّ شخصٍ يستخدمه الربُّ يجب أن يذهبَ فوراً إليهِ ويعترف بذنبه قبل فوات الأوان.

صرخَ موسى فغفر له العليُّ. لكنَّ مريم أُبعِدتْ عن المحلَّة سبعة أيَّامٍ، في انتظار إزالة عارِها. إذا ارتكب شخصٌ ما خطيئة ضدَّ شخصٍ عيَّنه الله قائداً لعملِه، فسيُغفر له إذا اعترف بخطيَّته. ولكن إذا لم يتمَّ الاعتراف بالخطيئة، فإنَّ الله نفسه سيُعاقب المتمرِّد. كان على مريم أن تبقى منعزلة لمدَّة سبعة أيَّام، وكان موقفها السَّيئ وعقابها معروفين لدى كلِّ شعب الله.

لا تتحدَّث ضدَّ الذين تمَّت دعوتهم لقيادة عمل الله. لا تسقط في إغراء الحسَد لموقف الذين عينهم العليِّ، لأنَّه بمجرَّد نفاذ صبرِ الله، ستصبح أبرَصاً روحيّاً. صارت مريم بيضاء كالثَّلج. ولكن لونها الأبيض لم يكن علامة تقديسٍ أو تطهير. بل على العكس من ذلك، أشارَ ذلك إلى تدنُّس روحِها لسوءِ سلوكِها.

يبدأ التَّمرد بملاحظة ما يقوم بها شخصٌ ضعيفُ الإيمان. حسناً، إذا فتحَ الشَّخص نفسَه للخطيئة، فسوف يرى غمراً ينادي غمراً (مزمور7:42). في البداية لا يقول الشَّخص شيئاً، لكنَّ النَّقد يغذِّي روحَه. ثمَّ بدلاً من أن يصلِّي ويطلب من الربِّ أن يُزيل تلك المشاعر من قلبِه، يضيفُ المزيد والمزيدَ من الحَطَب إلى النَّار التي تحترق بداخلِه. إذن فالأمر مسألة وقت فقط لكي يدرك هذا الشَّخص أنَّ الشَّيطان قد خدَعه.

عندما تزوَّج موسى من امرأةٍ إثيوبية، مريم (التي ليس لها علاقة بذلك)، بصفتها أختً "حانية"، امتلأت بالتّعصب، لم تستطِع منعَ نفسِها وتحدَّثت مع هارون ضدَّ خادم الربِّ. ويبدو أنَّ التَّمرُّد على الزَّواج كان مجرَّد ذريعة، لأنَّ السَّبب الحقيقي وراء الخلاف كان الغيرة. لقد كان الأمرُ على هذا النَّحو دائماً: النَّار تصبح أقوى وأقوى، وعندما يأتي شيءٌ آخر، ينكشف التَّمرُّد.

شعرَ هارونُ ومريم بالغَيرة من محبَّة النَّاس لموسى. لقد اعتقدوا أنَّ النَّاس يجب أن يبحثوا عنهم أيضاً، لأنَّ العليَّ استخدمهم أيضاً. لكنَّ الله، بحكمتهِ، لم يختارهم، لأنَّهم لم يكونوا أقوياء بما يكفي للتَّغلب على التَّحديات التي تنطوي على القيادة. ولأنَّهم سقطوا بسبب عدم يقظتِهم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز