وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا. (1بطرس8:4)

كشفَ لنا يسوعُ عن بساطة كلمتِه وأهميَّتها. ولكن في كثيرٍ من الأحيان، لا ننتبه لِما يقوله ونسمح للعدوِّ باستخدامِنا. هذا فظيعٌ، لأنَّنا لا يجب أن نُخضِع أنفسَنا لمخططاتِ الشِّرير أبداً. أولئك الذين يخدمون الشَّيطان، ولو بطريقةٍ بسيطة، يُصبحون عبيدًا له. يجب علينا أن نخدم إلهنا فقط.

بغضِّ النَّظر عن أيِّ حِجَّة، يجب أن نمارسَ ما تعلِّمنا إيَّاه الكلمة الإلهيَّة دائماً. إذن، لا داعي للقلق من تهديداتِ الجَحيم، لأنَّ الشَّيطان لا يستطيع أن يلمِسَ الممتلئين بالرُّوح القدس. أولئك الذين هم في شركةٍ مع الربِّ لا يَمسَّهم أيُّ شيءٍ. الآن، إذا كانت النَّار المقدَّسة حارَّة في شخصٍ ما، فسيحترق العدوُّ تمامًا إذا استثمرَ ذلك ضِدَّ تلك الحياة.

إنَّ محبَّة بعضِنا لبعضٍ هو الشِّفاء الذي يجبُّ أن نراه في مجتمع المُخلَّصين. إنَّه لأمرٌ مُحزنٌ للغاية عندما يكون لدى شخص ما شيءٌ ضدَّ أخيهِ. على سبيل المثال، قد يتمُّ تضليلُ الشَّخص بالثَّرثرة، وبما أنَّه لم يخضع لله، فقد يستخدمه الشِّرير لإيذاء أخيهِ. الآن، محبَّة بعضِنا لبعضٍ تعني استخدامَ سلطتك لتحريرِ ذلك الشَّخص وعدم السَّماح للشِّرير أن يدمِّره.

عندما نضع محبَّتنا موضعَ التَّنفيذ- باستخدام سُلطتِنا في المَسيح، فإنَّ الشَّخصَ المُحتاج يكون مباركًا جدًّا لدرجة أنَّه حتى لو ارتكبَ العديد من الخطايا، فسيُغفَر له. الآن، تخيَّل لو أنَّ هذا الشَّخص قد انزلقَ قليلاً فقط وحصلَ على صلاة الإيمان هذه! بالتَّأكيد، سوف يتطهَّر بالكامِلِ وينال البركة. هذه القوَّة في أيدينا لاستخدامِها في اللَّحظة التي نشعر فيها باللَّمسة الإلهيَّة.

ما مدى اختلاف كنائِسنا إذا أحبَّ المسيحيُّون بعضَهم بعضاً بشدَّة، بدلاً من النَّظر إلى زوجة القريب، وترك الحسَد يُسيطر على قلوبِهم ورغبة الأشياء الماديَّة التي تخصُّ شخصًا آخر. إذا كان شخصٌ ما متزوِّجاً فرحاً، انظر بحبٍّ حقيقي تجاه هذين الزَّوجين، ليكونوا سعداء دائمًا ببركة الربِّ.

يجب أن تكون المحبَّة من أعماق القلب وبكلِّ إيمانٍ فوق أيِّ شيء آخر. عندما نتصرَّف بهذه الطريقة، فإنَّنا نحيا وصيَّة الربِّ، وبالتالي نتمتَّع برِضاه. إذا كنتَ قد اشتهيتَ ورغبتَ وحتى صلَّيتَ من أجلِ شيءٍ ما يخصُّ جارَك، توقَّف عن اللَّعب مع الشَّيطان وتصرَّف كخادمٍ للعليّ.

تتلخَّص الوصايا إلى قسمين: محبَّة الله فوقَ كلِّ شيء وقريبك كنفسِك (مرقس12: 30-32). أولئك الذين يفعلون ذلك يصِلون إلى مستوى روحيٍّ عالٍ جدّاً، لأنَّهم يُرضون الله في كلِّ شيء. ابدأ هذا العمل العظيم في حياتك الخاصَّة، وعندما تشعر بأيِّ تجربة تتعلَّق بأيِّ شخصٍ، أحبِب هذا الشَّخص في المسيحِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز