رسالة اليوم

19/07/2021 - اِفعل ما يُخبركَ الله بهِ

-

-

تَرَوْنَ إِذًا أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. (يعقوب24:2)

يتحدَّثُ الكتابُ المقدَّس عن التَّبرير بالإيمان، الذي يبرِّئنا من كلِّ الأفعال التي ارتكبناها، مُعتبَرين أنَّنا لم نخطِئ. لا يُمكن بلوغ هذا المكانة المتميِّزة إلَّا بالإيمان. ليس بسببِ صلاة الوالدين أو صلاة أيِّ شخصٍ آخر، يتمكَّن شخصٌ ما من تغيير طبيعتِه. إنَّها أيضاً ليست الأعمال الصَّالحة التي يُمكن أن تغيِّر النَّاس، ولكن الإيمان بيسوع فقط.

الحقيقة هي أنَّ أيَّاً من أولئك الذين يمارسون الأعمال الصَّالحة بمبادرة منهم لن ينالَ أيَّ مكافأةٍ من الربِّ. الآن، أولئك الذين يُرشدهم الله لإنجاز كلِّ ما يُمكن أن يكون ويُطيعوا أوامرَه سيَجنون المكافأة في اليومِ الأخير. حقّاً، حتى الذي يُعطي كوبَ ماءٍ باردٍ لأحدِ الأخوة الأصاغر سيحصل على أجرهِ. أوَّلاً، يأتي الإيمان. ثمَّ تأتي الأعمالُ التي تجعلها كاملة.

وفقاً ليعقوب، أخو الربِّ، فإنَّ الأعمال التي تأتي بالتَّبرير تتبعُ الإيمان الذي أعطاه الله. هذا هو السَّبب في أنَّ الأعمالَ التي يُلهمنا الربُّ أن ننفِّذها ستقودنا إلى التَّبرير أمام العليِّ. ما قاله الرَّسول لا يتعارَض مع ما قاله بولسُ عن التَّبرير بالإيمان. يتعاون الإيمان مع الأعمال، والأعمال تبرِّر الإيمانَ.

إنَّ المتديِّنين من جميع المنظمَّات الكنسيَّة الذين يجوبون العالم ويصنعون الخير للنَّاس، سواءً كانوا مسيحيين أم لا، لن يتمَّ قبول مواقفِهم كأعمالِ برٍّ، كما ذكرَ يعقوبُ. في الجانب الإنساني، ما يفعله هؤلاء النَّاس جيِّد. ولكن نظراً لأنَّهم لم يقبلوا الإيمانَ بالمسيح، فإنَّ هذه الأعمال الصَّالحة ليس لها قيمة فيما يتعلَّق بالحياة الأبديَّة، حتى لو تمَّ بذلُ الكثيرِ من الجُهد لإنجاز هذه الأعمالِ.

في اليوم الأخير، سنرى العديدَ من الأشخاص تبرَّروا بأعمالٍ مُماثلة، لأنَّهم قبِلوا الإيمان بيسوع وقاموا بأعمالِهم بحسبِ الأمر والتَّوجيه الإلهيِّ. كانت حالة إبراهيم- التي استشهدَ بها يعقوبُ (ع 23) - الذي آمنَ بالربِّ قبلَ كلِّ شيء. إنَّ أعمال أولئك الذين لم يتجدَّدوا لن يَستفيدوا منها، لأنَّ العليَّ لم يأمرهم بها.

تحدَّثَ يسوعُ عن أخوين طلبَ الأبُ منهما أن يفعلا شيئًا له. قال الأوَّل لا؛ ثمَّ أطاع، مع الأسف. قالَ الآخَر: نعم. لكنَّه لم يفعل ما وَعَد به (متى21: 28-31). هناك الكثير من المُخلّصين الذين سيُصابون بخيبة أملٍ لِما سيحدث لهم في اليوم العظيم، لأنَّهم لم يطيعوا ما أمِروا به. إنَّ احتقار أمرٍ إلهيٍّ هوَ أمرٌ خطير للغاية. ولكنَّ الذين يستمعون إلى الله سيحصلون على أجرتهم.

كان من المُمكن أن يُنقذ التبشير الملايينَ من النَّاس الذين ماتوا سابقاً، من انتظار الدَّينونة النِّهائية والسَّير نحو العذاب الأبدي في الجحيم. إذا لم يُنجز الجيلُ الأخيرُ ما أُمِرَ به، فنحن لسنا مذنبين. ولكنَّنا لن نُعتبر أبرياء ما لم نكرز الآن لكلِّ مخلوقٍ في العالم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز