رسالة اليوم

18/07/2021 - صِفرُ خِداع

-

-

لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. (يعقوب16:1)

يُخدَع الَّذين لا يُطيعون أمرَ الربِّ المُعطى من خلالِ كلمته، ويستمعون إلى ما يقوله الآخرون. حدثَ هذا لرجلِ الله الذي سمِع نبيّاً كذّابًا وانتهى به الأمرُ مقتولاً على يدِ أسدٍ (1 ملوك13: 20-24). يجب أن تتحقق المهمَّة التي نتلقَّاها من العليِّ بالكامل، حتى لو أخبرَنا أحدُهم أنَّ الربَّ قد غيَّر رأيه أو لديه مهمَّة أخرى لنا.

إذا كنتَ تعلم أنَّ كلمة الله قد كلَّفتك بفعل شيءٍ وأنت لم تفعل ذلك، فأنت في طريق الخِداع. لا يُمكننا مبادلة ما يأمر الآبُ به بما نعتقد أنَّه أكثرَ منفعةً أو مُناسباً لنا، كما فعلَ شاولُ عندما أُمرَ بإبادة زعيم العَمالقة وكلَّ ما له. حتى لو كانَ لديك أفضل الأبقار أو الأغنام أو غيرها من الأشياء الماديَّة في العالم، فلا تُهمل الوصيَّة التي أُعطِيتْ لك.

أولئك الذين يفعلون ما لا يوافق عليه الكتابُ المقدَّس يَنخدعون، وبالتَّأكيد سوف تتِمُّ إدانتهم في اليوم العظيم. تحدَّثَ يسوعُ عن الكثير من الفَعلة الذين لم يعرفوه لأنَّهم كانوا يعيشون في الخطيئة. سيقولون في يومِ الدَّينونة: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! (متى7: 21-23). يعرفُ العليُّ فقط الذين يطيعونه من كلِّ قلوبِهم.

كلُّ كيانِنا- الرُّوح والنَّفس والجَسد- يجب أن يكون محفوظًا لله بالكاملِ. هذا توجيه لا يُمكننا أن نحتقره أبداً، لأنَّه أُعطيَ لنا حتى نتمكَّن من تكريم هيكلِ الربِّ، الذي هو نحنُ (1كو6: 19-20). لذلك، يجب أن نقبل الالتزامَ بكيانِنا كمسؤوليةٍ يجب أن تُثقل كاهِلنا. أولئك الذين ضلُّوا بالخطيئة سيَدفعون ثمناً باهظاً يوماً ما.

الشَّخصُ الذي يتعلَّم كيفيَّة الحصول على النِّعمة، لكنَّه لا يفعل ذلك، مخدوعٌ تمامًا. إنَّه لشرفٌ عظيمٌ أن تعرف كيف تستخدم السُّلطة الموجودة في اسم يسوع والمُتاحة للمخلَّصين. ولكن بما أنَّه لا يُعطى وحيٌ بشكلٍ عشوائي، يجب أن نشارك النُّور حيث يُمكن للجميع الاستفادة منه. أولئك الذين يعرفون كيف يعملون حسناً ولا يفعلون ذلك، سيتمُّ اتِّهامهم بمسؤولية المعاناة لأولئك الذين لم تتمّ مساعدتهم.

الأمرُ الإلهيُّ هو أن نمتلئ بالرُّوح القدس (أفسس18:5). وهكذا، فإنَّ الذين لا يَقضون وقتاً لتكريس أنفسِهم، والتَّأمُّل في الكتاب المقدَّس، وطلب الملء بالمعزِّي هم في خداعٍ. نظراً لأنَّهم عصَوا، فإنَّهم يتوقَّفون عن الاستماع إلى الارشاد الذي يأتي من السَّماء، والذي يُظهِر ما هو هام في نظر الله ويمنح القوَّة لتحرير المظلومين. عندما نمتلئ بالرُّوح، تتوفر لدينا الشُّروط لفعل نفس الأعمالِ التي قامَ بها يسوعُ.

أخيراً، يجدرُ بنا التَّذكر أنَّ الشَّيطان يحاوِلُ أن يجرَحَنا دائماً، لكنَّ الكتاب المُقدَّس يُعلن أنَّه لا ينبغي أن نمنحَه مساحةً (أف4، 27). إنَّ العدوَّ هو الذي يجلِبُ الرَّغبات الشَّهوانية، ويحاول جرَّنا إلى عالم الخطيئة. هو الذي يجعلُ المَرءَ يحتقر غيرَه بسببِ السُّلوك أو اللَّون أو العِرق. صدِّق: الأفضلُ دائماً أن تطيعَ الكلمة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز