رسالة اليوم

24/10/2016 - العطاء بسخاءٍ وسرور

-

-

هَذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضاً يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضاً يَحْصُدُ (كورننثوس الثانية 9: 6).

في هَذه الرّسالة، تكلّمَ بولس أكثر مِن مرةٍ عَن العَطاء. وبدون أي شَك، إن إلهنا لا يَطمعُ فِيما لدينا عِندما يطلِبُ منّا أن نُساهمُ في خِدمة العَطاء، إنّما بِمحبة. ومَحبتهُ الأبَوية تُعلن لِقلوبنا مِقدار العَطاء، وأنهُ لنْ يُنقصاً شيئاً؛ بلّ بالعكسِ تماماً، سَوفَ يَفيضُ عَلينا بالبركات الوفيرة.

مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضاً يَحْصُدُ، لأنَّ هَذا الحَصَاد يأتي بِدونِ البركةِ المذكورةِ في الكلمة. ومِن جهةٍ أُخرى، الَّذي لا يَبخلُ في العَطَاء، ويُعطي بِسَخاءً حَسبَ مَا شَعر بِهِ في قلبهِ، بنفسِ الكيلِ سَوف يحصدُ.

هُناك تَحذيرٌ مِن عَدمِ إلتزمنا بمّا يَقولهُ لنّا الرَّب عِند تقدم العَطاء، يقول الرَّب في سِفر الأمثال: يُوجَدُ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَزْدَادُ أَيْضًا، وَمَنْ يُمْسِكُ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّئِقِ وَإِنَّمَا إِلَى الْفَقْرِ (سفر الأمثال 11: 24). يُريدُنا الله أن نُبرهن عِنْ مَحبتنا لهُ عِندما يُرشدنا لمِقدار العَطاء فَهو ليس جَشعاً إطلاقاً. ومَا نقدّمهُ للرَّب لنْ يسبّب لنا نقصاً أبداً بل بالعكسِ تماماً، سَوف يَعودُ عَلينا بالخيراتِ الوفيرةِ جداً.

يُعتَبر العَطاء مِن أفضلِ الوسائل التي بِها نُظهر مَحبتنا للآب ولِخدمتهِ، فالشيطان يكرهُ هَذا العمل. والإنسَان الخَاطئ عَادةً مَا تجدهُ وقتَ جمعِ العطاءِ لا يُريدُ أن يَنحني إجلالاً أمام كَلمة الله، ويَكره إجتماعَ الصَّلاة. وهو يرى هَذا العَمل أمراً مؤسفاً، ولا يُذعِن للعطاء إذا لمَسَ كلامُ الرَّبِ قلوبنا. لِذلكَ، كَانَ الرّسول بولس يشرحُ جيداً مَعنى خِدمةِ العَطاء والبركات التي تَحتويها دائماً وكذلك أهميةِ مُمارسة هَذا العَمل المُقدس. كُلّ زرعٍ سَيثمر, ومن يَزرعُ قليلاً سَوفَ يَحصدُ قليلاً. لكن مَن يُعطي بِسخاء سَوفَ يَحصدُ بكثرة، لأنهُ هكذا يُرضي الرّب العليّ القادرٌ على مجازاتِك بسخاءٍ أيضاً.

أما العُشور فهو عُشر مَا ننتجُهُ أو نَكْسبهُ ويقدّمُ للكنيسةِ. ومن لا يُقدّمُه يَجلبُ اللعنةَ على نفسهِ (سفر ملاخي 3: 8، 9). أمَا التبرّعات فهي ثمَرةُ مَحبتنا للآب .

روحُ الرَّبِ يَعرفُ كُلّ شيء ويعلمُ ما تَحتاجهُ الكنيسة والأشخاص لتسديدِ احتياجاتهم. وعِندمَا تأتي اللّحظةُ التي نُقدّمُ فيها تَبرعَاتنا يُرشدُنا إلى كمية الزّرع الذي يجب أن نقدّمه. أمَا الدليلُ على أنّنا تَبرعنا بإيمان أم لسَببٍ آخر، هو مَا تبقى في جيوبِنا بَعدَ ذلك. وبالتأكيد في المَرة القادمة لنْ تكُن يَدُنَا مُتراخية.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز