رسالة اليوم

16/07/2021 - التحوُّل إلى صانعِ المُعجزات

-

-

اِرْجِعُوا إِلَى الَّذِي ارْتَدَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنْهُ مُتَعَمِّقِينَ. (اشعياء6:31)

لولا وعودُ الربِّ لَما وُجِد بنو إسرائيل. فالعليُّ هو الذي عمل بكفاءةٍ من خلال إبراهيم وسارَّة، الذي استجاب لصلاة إسحاق واختار يعقوب. لقد اهتمَّ الله بكامل نسَبِهم. ورُغم أنَّهم أثاروا غضبَه مرَّاتٍ عديدة، إلَّا أنَّ المحبَّة الإلهيَّة سادت، وأصبَحوا هم الشَّعب المُختار. الآن، شعبُ الله مكوَّن من كلِّ الذين وُلِدوا ثانيةً.

تمرَّد الإسرائيليُّون ضدَّ الله حتى بعد رؤيته يصنعُ الكثيرَ من المُعجزات المختلفة، وبالتَّالي عانوا كثيراً. لا يريد الربُّ أن يحدثَ هذا مرَّة أخرى مع شعبِه في العهد الجديد. لكن لا توجد طريقة أخرى. في بعض الأحيانِ يكون من الضَّروري أن نعاني بعضَ المعاناة لكي نرجع للشَّركة مرَّة أخرى مع القدير. لِماذا يجب أن تتبع خطوات إسرائيل وتبتعد عن العليِّ؟

أنا لا أتحدَّث عن الذين يقعون في خطايا الجسَد، ولكن عن نظام دينيٍّ يقود الكثيرين إلى مواقفٍ حزينة. من المهمّ أن تكون متيقِّظًا، لأنَّ الشَّيطان يعلم أنَّ الكثيرين لن يقاوِموا إغراءاته. لن ينكرَ الجميعُ الربَّ، ولكن بدلاً من أن يكونوا متيقِّظين ومستندين على الكلمة، سيدعو الكثيرون أنفسَهم أنبياء وسيقودون الآخرين في طريق الخطأ.

هذا الأمرُ أخطرَ ممَّا نعتقد. يتصرَّف معظمُ النَّاس بنوايا حسنةٍ، لكن هذا لا يغير الربَّ. افهم أنَّه من الخطير جدًا أن تنخرط ذاتياً في العالم الرُّوحي؛ لا يجوز. لذلك ترك لنا القدير كلمته حتى لا نقع في الأخطاء. إذا كان الأمرُ كذلك، فإنّ الذين يريدون "إجبار" الله على التَّحدث إليهم، من خلال الصَّوم والصَّلاة، سيجدون طريقاً مُخادعاً ليس آتٍ من العليِّ وسوف يفقدون أنفسَهم تماماً.

في العصور القديمة، اعتقدَ العديدُ من ملوك إسرائيل أنَّه من الأسهل طلب مشورة "الأنبياء" من خلال أداء الطقوس الدِّينية الوثنية بدلاً من طلبِ وجه القدير. تحدَّث الخالق من خلالِ أنبيائه، والتزمَ هؤلاء بما هو مكتوبٌ بالفعل، وإلَّا لَما وُجِد النُّور فيهم (إشعياء20:8). اليوم، لا يتكلَّم الآبُ من خلالِ أناسٍ مثل هؤلاء، المعروفين باسم "الأنبياء"، ولكن من خلال الكرازة بكلمتِه (عب1: 1، 2).

خطرُ هذه "الخدمات"- على الرُّغم من أنَّ معظمها قد يكون حسنُ النَّوايا- هو أنَّها ليست من الربِّ. الآن، أولئك الذين يحتقرون ما هو مكتوبٌ ويُحاوِلون سماع الله يُمكن أن يَخدعهم روحٌ دينيٌّ بسهولةٍ ومألوف، ممَّا سيقودهم إلى اتِّخاذ قراراتٍ حمقى، على الرُّغم من أنَّهم يعتقدون أنَّهم يخدمون الآبَ. الحقيقة هي أنَّ العليَّ يتكلَّم من خلال الكتاب المقدَّس فقط.

دعني أقولُ مرَّةً واحدةً وإلى الأبد: فقط أولئك الذين لديهم وصاياه ويحفظونها هم الذين يخدمون الربَّ (يو21:14). الكلمة الصَّحيحة هي التَّجديد- تغيير الاتِّجاه. إذا كنتَ ممَّن يَسعون إلى الإرشاد الإلهي على أساسِ نظامٍ "نبويّ"، فتوقف عن ذلك على الفور. هذا تمرُّدٌ رهيبٌ، شيء لا تفهمه ولن تفهمه أبداً، لأنَّه لا يرتكز على أيِّ أساسٍ كتابي.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز