رسالة اليوم

15/07/2021 - خطأٌ كاملٌ

-

-

وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إِلَى مِصْرَ لِلْمَعُونَةِ، وَيَسْتَنِدُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الْمَرْكَبَاتِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ، وَعَلَى الْفُرْسَانِ لأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ جِدًّا، وَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ. (اشعياء1:31)

في الكتاب المقدَّس، أشارت مِصر إلى أرض الخطيئة. في تلك الأوقات، ذهب بعضُ أبناء الله لطلبِ المساعدة في أماكنٍ لا ينبغي أن يكونوا فيها أبداً، مثل هوليوود في عصرِنا. سيكونون مفتونين بخيول أرض فِرعون، ويضعون ثقتهم في المركبات والخيول القويَّة من تلك الأرض. كان خطأهُم الأكبر عدم الالتفات إلى قدُّوس إسرائيل وعدم طلب وجههِ. إنَّها ليست فكرة جيِّدة أن نستبدل إلهنا بأيِّ شيءٍ آخر.

هناك العديد من الأشياء التي تَفتن وتَسحر الذين يعيشون في الجسَد حيث يعمل الشَّيطان، لكنَّها ليست صالحة، بخلافِ النِّعمة الإلهيَّة. عندما ذهب إبراهيمُ إلى مِصر، كادَ أن يَفقد زوجته. الآن، هذا لا يُمكن أن يحدث لأنَّ خلاصَنا كان من المُفترض أن يأتي من هذين الزَّوجين. ليس من الجيِّد أن تكون في الأرض التي تسودُ فيها الخطيئة، لأنَّك قد تفقد أفضلَ ما لديك والذي يجلب الخيرَ للجميع- خلاصك.

سِحرَ هذا العالم لا يُمكن أن يلفِتَ انتباهك. تُرشِدنا الكلمة ألَّا نحبّ العالم أو الأشياء الموجودة في العالم، لأنَّنا إذا فعلنا ذلك، فلن تكون محبَّة الآب فينا (1يو15:2). قد نَستخدم ما هو صالحٌ ومُفيدٌ في هذا العالم، ولكن يجب علينا أن نحبَّ أبينا السَّماوي فقط. انظر إذا لم تتصرَّف بطريقة تتعارض مع ما يعلِّمه الله، واجتهد لتكرِّس نفسك لمحبَّة الربِّ الذي يحلُّ كلَّ مشاكلِك.

لا تعِش لتقدِّر الجمال الموجود في مِصر. كان الإسرائيليُّون مفتونين بجمال الخيول، لكن ليس بوعودِ الله. لم يعرفوا حتى أنَّه قبل عدَّة قرون، على الرُّغم من أنَّ مِصرَ كانت أكبر دولة في العالم، إلَّا أنَّها لم تكن قادرة على مقاومة مجموعة من العبيد. وقد قُتلت جميعُ الخيول الجميلة والقويَّة في ذلك الوقت، مع فرسانِها، في البحرِ (تث4:11).

مركبات أرض فرعون، التي أثارت إعجاب الإسرائيليين الأغبياء، لم تكن قادرة على عبور التُّربة العميقة للبحرِ الأحمرِ، التي عبرتها أقدام الذين وثقوا بالربِّ. أفضل الأشياء في هذا العالم تثيرُ إعجاب الذين لا يعيشون في الحضرة الإلهيَّة فقط. لا يزال العليُّ حتى يومنا هذا يستخدم رجلًا بسيطًا مثل بالاق، الذي حاربَ بعشرة آلاف رجل ضدَّ سيسرا، بمركباته الـ 900 وآلاف الجنود.

من الضَّروري أن ننظر إلى الربِّ، لأنَّه خلقَ كلَّ ما هو كائنٍ- القوانين الفيزيائية وكلُّ الأشياء التي سَمحت للبشرية بتحقيق إنجازاتٍ عظيمةٍ. يوجد الكثيرُ لنا في الآبِ السَّماوي لدرجة أنَّنا إذا نظرنا إليه، فسنجد الطَّريق لنحيا بشكلٍ أفضل. انظر إلى الخالق وستتصرَّف بنفس طريقة أبطال الماضي.

هذا هو أفضلُ وقتٍ لطلبِ القدير. أولئك الذين يجدونه سيجدون الخيرَ وينالون رِضاه. والله سيكون إلى جانِبك، لن يكون هناك موقفٌ لا يُحلّ. عندما تجد العليَّ، ستصبح البركة التي قدّرها لك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز