رسالة اليوم

13/07/2021 - سُلطان الأبِ في الإيمانِ

-

-

إِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِإِطَاعَتِكَ، كَتَبْتُ إِلَيْكَ، عَالِمًا أَنَّكَ تَفْعَلُ أَيْضًا أَكْثَرَ مِمَّا أَقُولُ (فليمون21:1)

تعلِّمنا رسالة بولس إلى فليمون الكثيرَ من الاحترام والتَّقدير للَّذين استخدمَهم الربُّ لإحضارِنا إلى ملكوتِه. كما هو الحال في الزَّواج، عندما يترك الرَّجل أباه وأمه ويلتصِق بامرأتهِ ليصبِحا جسدًا واحدًا، فإنَّ الشَّخص الذي يشعر بدعوة الله يرتبط بجسد المسيح- الكنيسة- بالمسحَة التي ينالها.

تنشأ أسرةٌ جديدة من اتِّحاد الرَّجل والمرأة. ثمارُ هذه العلاقة هي بمباركة الوالدين. لا يُمكن للأبناء التَّخلي عن هذا "الجسَد" إلَّا من أجل تكوين أسرةٍ جديدة. في الحالة الرُّوحية، لا يُمكننا الانفصال عن كنائِسنا المحلِّية إلَّا من أجل تحقيق دعوة إلهيَّة. ولكن يجب التَّخطيط لِمثل هذا القرار جيدًا ولا يتمّ اتِّخاذه إلَّا بعد التَّأكد الكامل من أنَّه مشيئة الله.

في الزَّواج، إذا دخلَ شخصٌ ثالث في العلاقة بين الزَّوجين، فإنَّ الشَّريك الذي سمحَ بحدوث هذا سيدفع ثمنًا باهظًا، (لأنَّه/لأنَّها) جلبَ الجنون لشيءٍ خطط الله له ليكون مقدَّسًا وكاملاً (عب4:13). المشاكلُ التي قد تحدث في تلك العائلة، من جرَّاء أعمال الشَّيطان- الحوادث، والوفيَّات المبكِّرة، وحالات الانتحار، وغيرها من المواقف الشَّيطانية- ستكون من نصيب الشَّخص الذي أنكرَ الكلمة وأصبحَ زانيًا.

لقد دعاني الله للقيام بمهمَّة تشبه الجسَد الرُّوحي، وقد استخدمني في بدايتها. يُسَرُّ اللهُ أن يقيم "عائلة" داخل العائلة الإلهيَّة. أولئك الذين أضرُّوا بي بالفعل، ودفعوا البعضَ إلى الضَّلال، وأصبحوا زناة روحيين وطبيعيين، سيكونون مسؤولين عن الخسارة التي جلبوها إلى جسَدِ الربِّ- كنيسة المسيح الأبديَّة. ويلٌ للإنسانِ الذي تأتي العثرة به (متى7:18)!

دعم بولسُ أنسيمُس عندما طلبَ من فليمون أن يستقبل هذا العبد السَّابق بمحبَّةٍ أخويةٍ، رُغم أنَّه هربَ من بيت فليمون. بعد أن التقى مع بولس في روما وأصبح مسيحيًّا، لم يَعُد عبدًا هاربًا، بل أصبح أخًا في المسيح لسيِّده السَّابق. أصبح ابن بولس في الإيمان (آية ١٢)، مثل فليمون. لم يعيده بولسُ فحسب، بل اقترح أيضًا سداد ديون العبد السَّابق إذا لزم الأمرُ.

تذكَّرَ بولسُ الرَّسول أنَّ فليمون كان مدينًا له بحياته. يا إلهي! يا له من وحيٍ! لقد استخدمني الربُّ لإحضار الكثير من النَّاس إليه وغادروا إلى أماكنٍ أخرى! لو كانوا حازمين في العمل الذي دُعيت للقيام به، بعشورهم وتقدماتِهم، لكنتُ قد تمكَّنت من الوصول إلى جميع البلدان في العالم! لقد ضاعت نفوسٌ كثيرة ومات آخرون في الخطيئة! ومن سيكون مسؤولاً عن ذلك؟

لماذا يسمحُ البعضُ بأن يتمَّ استغلالهم لتدمير منزلٍ آخر؟ ماذا سيحدث للذين يتلاعب بهم الشَّيطان لتدمير عمل الله أو إضعافه؟ سوف يدفعون بالتأكيد ثمناً باهظاً!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز