رسالة اليوم

12/07/2021 - اِحرِق اللَّعنة

-

-

وَتَرَكُوا هُنَاكَ آلِهَتَهُمْ، فَأَمَرَ دَاوُدُ فَأُحْرِقَتْ بِالنَّارِ. (أخبار الأيام الأول12:14)

رأى الفلسطينيُّون أنَّ الملكَ داود قد هزمَهم، فحاولوا إطلاقَ رصاصَتِهم الأخيرة. هذه هي استراتيجيَّة العدوِّ. إنَّه يزيد من قدرته على التَّهديد والإغواء دائماً. لو سمحَ داودُ لأبناءِ إسرائيل بالاستيلاء على تلك الأصنام، لكان التلوُّث قد أصابَ الشَّعب المقدَّس. حتى لو كانت الأصنامُ مصنوعة من الذَّهب، فلا يحتاج خدَّام العليِّ إلى هذا المَعدن. ما حصَلوا عليه من الربِّ كان أكثرَ قيمة بكثيرٍ.

الآلهة الغريبة ليست مثل الربِّ. ولكن لو كان الأمرُ كذلك، لأمكنهم خداعَ المُختارين. على سبيلِ المثال، هذا العالم يعبد الجِنس غير المشروع. إذا لم يكن أبناءُ الله حكماءً، فسوف يقعون في هذا الفخِّ. بالنِّسبة للعالم، فإنَّ المُتعة والرَّاحة وتراكم الثَّروة أهمّ من خِدمة كلِّي القدرة. انتبه حتى لا تصطادك مخططات العدوِّ ولا تستعبدك.

كُنْ حذراً عندما تنصح شخصاً وقع في الخطيئة، لأنَّه إذا جاءَ وصفُ ما فعله في قلبِك، فقد يستعبدك روحيَّاً. احترِس دائمًا لئلَّا تقع في التَّجربة، لأنَّ الإيحاءَ الذي يأتي من شخصٍ لا يتكلَّم حسبَ كلام الربِّ قد يكون فخَّاً. أولئك الذين يخدمون الربَّ يجب أن يكونوا يقظين مثل يسوع. لقد أدرك أنَّ الشَّيطان كان يتكلَّم من خلال بطرس (متى 16، 23).

كلُّ ما يأتي من الشِّرير يؤذي حياتنا، لذلك يجب رفضَه. من الواضحِ أنَّه لن تأتي مياهَ عذبة من نبعٍ مُرٍّ (يعقوب11:3). وبنفس الطريقة من قلب شرّيرٍ مثل قلب الشَّيطان لن يأتي شيءٌ صالحٌ. لا تستبدل أبداً جداول المياه الحيَّة ببحيرة قذارة العدوِّ.

لن يتخلَّى الشَّيطان عن محاولتِه ليجعلك تحتَ سلطتِه. ولكن إذا كنتَ حازماً فيما يقوله الربُّ، فسوف تقاوم محاولاته. العدوُّ ماكرٌ بما يكفي لخداعِ الذين يعطونه الاهتمامَ. طريقه يؤدي إلى الموت، ومن يتبعه يسيرُ نحو الدَّينونة الأبديَّة. الطريقة الوحيدة للابتعاد عن الشِّرير هي أن تكون في شركةٍ مع الآب، الذي يَحمي كلَّ من يَثِق بكلمته.

عرفَ الملكُ داود أنَّه لا ينبغي أن يوجد حرامٌ في أيدي الذين يخدمون الله. لذلك، عندما وَجد آلهة الفلسطينيين، أمرَ داودُ بحرقِها. لم يكن يريد إعادة استخدام شيءٍ كان موضع عبادةٍ لآلهةٍ غريبة. لا تستخدمه ولا حتى كديكورٍ بسيطٍ. وينطبق هذا أيضاً على مجلَّة إباحيَّة أو فيلمٍ غير أخلاقي أو أيِّ مادة أخرى غير لائقة. تخلَّص من كلِّ تلك العناصرِ!

تذكَّر أنَّ الذين يُرضون الربَّ هم سعادته الأبديّة. حتى قبل أن يسأله خدَّامه، فقد منح لهم ما طالبوا به بالفعل. حتى رغبات قلب الذين يسيرون في الطَّريق المُستقيم تسمح لله أن يساعدَهم ويحميهم. إنَّ الأمر يستحقُّ خِدمة الخالق، والسَّير في دربِه، وتكريس حياتنا له بالكاملِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز