رسالة اليوم

07/07/2021 - القرارُ الأكثر حُزناً

-

-

«أَمَّا أَنْتُمُ الَّذِينَ تَرَكُوا الرَّبَّ وَنَسُوا جَبَلَ قُدْسِي، وَرَتَّبُوا لِلسَّعْدِ الأَكْبَرِ مَائِدَةً، وَمَلأُوا لِلسَّعْدِ الأَصْغَرِ خَمْرًا مَمْزُوجَةً، (إشعياء11:65)

كلُّ من اختبرَ المحبَّة السَّماوية فعلاً لا يستطيع أن يفهمَ كيف يقرِّر الإنسان الابتعاد عن الربِّ. إنَّ الخلاصَ والعيشَ مع العليِّ هما أفضل شيئين يُمكن أن يحدثا لنا. إذا فَهِم الضَّالون ما يحدث مع الذين تغيَّروا، فإنَّهم سيركضون إلى يسوع ويقبلونه كمخلِّصٍ. الآن، لا يُمكننا أن نفهم كيف يمكن لشخصٍ ما أن يضلَّ عن الطريق الصَّحيحَ.

الخلاصُ ليس عملاً يؤدّيه واعظٌ ناجحٌ عندما يقنع الضَّالين بتغيير ديانتهم. إنَّها عملية معقَّدة للغاية، يختار الله فيها شخصًا، ويجذبه بأوتار من الحبِّ، وفي رحمته، يجعل هذا الشَّخص يفهم أنَّ الباب مفتوحٌ له. عندما يقبل هذا الشَّخص المسيحَ، يغفر الله كلَّ ذنوبه ويكتب اسمه في سفر الحياة.

يعملُ الربُّ كثيرًا حتى تحدث مثل هذه اللَّحظة. في الأيام الأولى، يشعر الجديد في الإيمان بأنَّه محبوبٌ ومتحرِّر وطِلباته مستجابة. لكن في نفس اللَّحظة التي يخلِّص الله فيها هذا الشَّخص، يبدأ الشَّيطان في العمل ليأخذه بعيدًا عن ملكوت النُّور. أولئك الذين ليس لديهم محاكمة عقلية يستمعون إلى الشِّرير، ويتنجسون بالخطايا، ثمَّ يعودون إلى الألم. السُّؤال هو: لماذا؟

أولئك الذين يبتعدون عن الله يخضعون للسَّيف، محكومٌ عليهم بالذَّبح. لقد صنع الله كلَّ شيءٍ حتى نخلص، لكنَّه لم يُعطى الفضلَ. بما أنَّ البعيدين عن الله، يقاومون صوت الرُّوح القدس، ويفعلون ما لا يُرضي الله باختيارهم ما لا يوافق عليه، فمن المؤكد أنَّهم سيتَّجهون إلى العذاب الأبدي. هذا يحدث مع الكثيرين اليوم. غداً، لن يجدوا المعونة عندما يكونون في أمسِّ الحاجة إليها..

الربُّ يحذِّر الذين لا يهتمُّون بتوجّهاته. سوف يتغذَّى عبيده من كلمة الحياة، لكن هؤلاء النَّاس سيموتون جوعاً. سيشرب أبناؤه من إعلانات الرُّوح القدس، أمَّا هؤلاء النَّاس سيكونون عطشى. سوف يبتهج المؤمنون بخبراتهم مع يسوع. سوف يتعلَّمون حقوقهم، لكنَّ الضَّالين سيخجلون، لأنَّهم لن يجدوا مهربًا كلَّما تعرَّضوا لهجومِ العدوِّ.

عندما يتَّخذ شخصٌ ما القرار الأكثر حزنًا بالابتعاد عن نبع المياه الحيَّة، فإنَّه يفتح نفسه على الشِّرير، الذي سيجعله يصرخ بحزنٍ ويئنُّ بروح مكسورة. الآن بدون يسوع لا يُمكن لأحدٍ أن يتحرَّر من مملكة الشَّر. الرَّاسخون في الإيمان سيرنمون، لأنَّ قلوبهم سعيدة وجاهزة للاستخدام.

أولئك الذين يضلّون يتركون اسمَهم لعنةً لمختاري الربِّ (أش15:65 أ). يؤكد الله أنَّهم سيكابدون الموت الثاني (رؤ8:21)، لأنَّهم اختاروا أن يكونوا بعيدين عنه. الآن، سيدعو العليُّ الخدَّام الأمناء باسمٍ آخر. سيكونون دائمًا كالنَّجوم، ويكون نورهم مثل لمعان السَّماء. الانتماء إلى الربِّ يستحقُّ ذلك الآن ودائمًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز