رسالة اليوم

23/10/2016 - قَدِّم قُربَانَكَ بِمحبةً

-

-

إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّاتِ، أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ الْجَسَدِيَّاتِ؟ (كورنثوس الأولى 9: 11).

الكَتبةُ القديسون فقط كَانوا مَسؤولين عَنْ الشؤون المَالية للكنيسَة، وهُم أظهروا مَدى أهميةِ مُشاركة المُمتلكات في خِدمةِ الرَّب. لِذلك، ينبغي عَلينا أن نَشكُر الرّوح القُدس، الَّذي أَلْهَمَ جَميعِ الَّذينَ إستخَدمَهُم لِكتابةِ الإنْجيل, وتَحَدّثوا عَنْ هذا المَوضوع الهام. وسِفرُ التكوين، الَّذي يروي قِصَة الأخَوين هَابيل وقايين, الأول كَان يَخشى الرَّب، والآخر كَان شريراً، ولقدْ كَانا الوحِيدين مِن نَسلِ آدم و حَوّاء في تِلكَ الحِقبَة، وكَانَ كُلّ شيء لهُمَا وتَحتَ قَدميْهما. وتكلّم الإنجيلُ أيضاً في سِفر الرؤيا عَنْ أهميةِ العطاء ويُعلمُنَا بَأنَ نأخذَ ممّا يُعطينا الرَّب ونُعطيه وفقاً للتوجيه الإلهي.

الَّذي لا يَعرف كَيف يَتكلّم عَنْ مَحبةِ الرَّب، أو لا يَعرف كَيف يَكرزُ بِكلمتهِ في كُلّ مَكان، يُمكِنه خِدمة الرَّب بِمُساعدةِ خَادم ما في تنقلاتهِ مثلاً، لأن التبشيرَ يَحتاجُ إلى مَبالغ كبيرة مِن الْمال. ولا يتحقّق إلاّ إذا أدركت الكَنيسة هَذه الدَعَوة الإلهية وساهمت بِالتبرعَات. لذلك، كَان بُولس يَقولُ أنَّ الَّذي يَحصُل عَلى ثروة يَجب أن يُنفقهَا للبشارة بالإنجيل في كُلّ العالم.

فقط الأشخَاص الَّذينَ لم يُعلنوا إلتزامهُم الكَامل أمَامَ الرَّب, لا يَروا أنَهُم يُمكنهُم تَنفيذُ هَذا, ولا يَشعرونَ أنّ الوقتَ يَنفَذ والبَعِيدين يَموتونَ في كُلِّ لحَظة بدون مَعرفة المَسيح، وإذا إسَتمرَ التبَشيرُ عَلى هَذه الوتيرة، لن يَسمع أحدٌ بالأخبار السَّارة، وتتأخرعَودةُ المَسيح (متى 24: 14).

يُوضّحُ الإنجيلُ لنَّا، لِماذا الرَّب الإله يُعطينا هَذه الفُرصة للمُشاركة في إنجازِ عَمله. هَابيل مَثلاً، شَعرَ بالقيمة الحقيقيّة للقربان وَقَدَّمَ مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا للرَّب. أمّا قايين، الشِّرِّيرِ، اقتلعَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَاناً, وطرَحَها عِند أقدام الله (رسالة يوحنا الأولى 3: 12؛ سفر التكوين 4: 1- 5). كأنّهُ يقول: "خُذ أليسَ هَذا مَاتريده؟ هَذا القُربان لك ". إلا أنَ الرَّب لَمْ يَنْظُرْ إلى قربانهِ، لأنّ الرَّب يَقبلُ العطيّة المقدّمة لهُ بطِيبِ خَاطر (كورنثوس الثانية 9: 7)، فتقديمُ القربان بالمحبةِ يَعني الخُضوعَ والإصغاءَ للرَّب. يَجبُ علينا جميعاً أن نُحَدّث بمحبةِ الآب، لكن الشَخصُ الذي ليسَ لهُ موهبةُ للكرازةِ بإمكانهِ مُساعدة الخادم الذي يكرز بالكلمة.

العَمَلُ مَازال في بدايتهِ, وأشياءٌ كثيرةٌ يجبُ أن نفعلها معاً، ولَكِنْ كميةَ المال اللاَزِمة للكرازة بالإنجيل في كُلّ العالم, ضخمةٌ جداً. ولو عَلم أبناءُ الرَّبِ قيمةَ النّفسِ لديهِ, ومَدى مَسؤوليتهِم عن خَلاصِ الآخرين، لكانوا قد ساهموا وإستثمروا أموالهم في هذه الخدمة الجليلة.

دِعْني أقول لك أمراً مؤكداً: أنّ من يقرّر تنفيذ مشيئة الله لنْ يُعْوِزَهُ شيئاً.

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز