رسالة اليوم

28/06/2021 - لِسانٌ كاملٌ

-

-

هُدُوءُ اللِّسَانِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَاعْوِجَاجُهُ سَحْقٌ فِي الرُّوحِ. (أمثال4:15)

أمرٌ هامٌّ جدًّا أن يكون لديك لسانٌ سليمٌ طوالَ الوقت. ولكن هذا ممكنٌ عندما نتحدَّث وفقًا لكلمة الربِّ فقط. إذا لم يكن كلامُنا وِفقًا للوحي المكتوب والفهم الإلهي، فلن يكون هناك نورٌ فينا، ولن نتحدَّث أبدًا بجرأة وقوَّةٍ. عندما نتحدَّث وفقًا للحقيقة، نشعرُ بالسَّلام والقوَّة الإلهيَّة التي تعمل فينا.

لا يُمكنُ لأيِّ شخصٍ أرسله الربُّ أن يقولَ شيئًا مختلفًا عمَّا ورد في كلمته. هذه علامةٌ مميّزة، تميِّز أولئك الذين يُرسلهم والذين يخططون لفعل شيء من أجله فقط. الآن، سوف يُرسِلُ العليُّ شخصًا ما لتحقيق ما يرضيه دائماً. من يريد أن يفعلَ شيئًا للآب السَّماوي عليه أن يطلبَ الإيمانَ الذي يأتي إلى قلبِه عندما يسمَعَ الكتابَ المقدَّس (رومية 10، 17)

عُرِفَ الربُّ يسوع بقوَّة الكلمة. ولكي تنتج كلماته مشيئة الآب، تحدَّث يسوعُ فقط عمَّا سمِعه. من الضَّروري توخِّي الحذر فيما نقوله، لأنَّنا لا نستطيع اختلاق شيءٍ ما، وانتظار الله لتأكيد كلامِنا. الآن، أولئك الذين لا يتكلَّمون وِفقًا لأوامر العليِّ لا يُرسلهم. الربُّ ليس لديه التزامٌ تجاه هؤلاء النَّاس.

ضَمِنَ بولسُ أنَّ الرِّسالة التي بشَّر بها كانت كلمة الإيمان (رو8:10). اعتبر الرَّسولُ ما كتبه خدَّامُ الله. بأمرٍ إلهيٍّ، قاموا بتسجيل تعاليم الربِّ، ورسَموا صورًا لِما سيأتي. منذ أن عُهِد إليه بنشر رسالة الإنجيل، علِم بولسُ بوجوب الكرازة بالكلمة التي تولِد الإيمان. هذه الكلمة هي نفسها التي خدمها المسيحُ.

من المستحيل الاستمرار في المحاولة عدَّة مرَّات حتى نكتشف ما يريده الربُّ. وبحكمته يكشفها لقلوب الذين يفهمون الكتاب المقدَّس. وهكذا، عندما يستنير المسيحيُّ ويفهم الرِّسالة التي يجب تسليمها- بخوفٍ ورعدةٍ (أف5:6) - تحت مسحة الرُّوح القدس، يجب أن يكون جريئًا لتحقيق ما أمر به الله.

فاللِّسان الهادئ لا يضيف أفكار الإنسان، سواء كانت من الآخرين أو من نفسِه. عندما تخدم الكلمة، عندما تكشف ما تفكر فيه أو تريده، فإنَّك تفعل نفسَ الشَّيء مثل أبناء هارون. جلبَ نادابُ وأبيهو نارًا دنِسة أمام الربِّ، وبالتَّالي قُتِلا (لا10: 1-2). احرص دائمًا على أن يكون لك لسانٌ هادئٌ، وسيكون شجرة حياة، حيث ستَجمع الثِّمار التي تحتاجها.

حتى لو كنت متأكدًا من أنَّ شخصًا ما يستمع إلى عظتك قد ارتكبَ خطأً ما، فلا تدع العدوَّ يغويك لتضمين رسالة في العِظة التي أعطاك إيَّاها الله. إذا قمتَ بذلك سيتم العبثُ بالرِّسالة الإلهيَّة. إن حدث ذلك، حتى لو أعلنتَ بركاتٍ كثيرة، لكن عند الانحراف، سوف تنكسِر روحُكَ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز