رسالة اليوم

22/10/2016 - التبنّي

-

-

إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ! (رومية 8: 15).

يَجبُ أن يؤخَذَ هَذا الإعلانَ عَلى مَحملِ الجِدْ، لأنّ بواسِطتهِ، يُمكننا أن نفهمَ أنّهُ لدينَا حقٌ للدّخولِ إلى مَحضر الله، وكأبناء لدينا حُقوق وإمتيازات كثيرة مِن حَقنا أنّ نُطالبَ بها.

إن الشّعورَ بِعدمِ الإستِحقاق الَّذي لدى أولئكَ الَّذين لم يقبلوا الخلاصَ الَّذي قدّمهُ الرَّبَ يسوعَ، ليس موجودٌ فينا بَعد، مُنذُ اللّحظةِ الأولى التي قَبلنا فيهَا الرَّب يَسوعَ كمخلّص, في تِلكَ اللّحظةِ صِرّنا أولاد الله (يوحنا 1: 12). الآن، كُلّما احتجنا أن نَكونَ أمام الآب، لا يتوجّب علينا أن نَهتمَ إن كُنّا مَقبولين أم لا، إنّما نَثقُ بأنَّ لدينا حُريّة الدُخولِ لِملكوتِ ربّنا يَسوع (رسالة بطرس الثانية 1: 11). فَهو يَفرحُ بإستقبالنا، لأن العَهدَ الجَديدَ الَّذي أقَامهُ بِدمِهِ أعطانا حُريةَ الدُخُولِ إلى محَضرِهِ.

يَنبغي أنّ نَخشى الرَّبَ الإله، إنّما هذا لا يَعني أنّ نَخافَ مِنهُ، بل نَحترمهُ ونُطيعَ وصَاياه. فقَدْ أتَمَّ العَمل، ولا يَسْتطيعُ أحدٌ أن يَأخُذَ مِنّا هذا الإمتياز. وإذ إحتَجْنا لأبَانا، نَستطيعُ الذَهابَ إليهِ حَيثُما كُنّا وفي أي وقتٍ نَحتاجُ إليهِ، لأن الرّوح القُدس، الَّذي أُعطي لنا، يُعطينا الحَقّ بأن ندعو إلهنَا بالآبِ ونَعتبرُ أنفسنَا أبناءَهُ (غلاطية 4: 6).

لقدْ أخذّنا الخَلاص عِندمَا قَبِلّنا الرَّب يَسوع كمُخلّص، وتَعَمّدنا بالغَطس بِالمَاء، باسم الآب والابن والرّوح القُدس، واعتمدنَا بَالرّوح القُدس، الَّذي هَو عَربون خَلاصنا - أي الضَمَان بإنّنا صِرنا ضِمنَ العَائلة السّماوية. (كورنثوس الثانية 5: 5).

وفي اللّحَظةِ التي حَصَلنا فِيها على الخَلاص، صِرنا أبناء بالتبني. وهَذه مَكانتنَا الجَديدة إلى الأبد، حَيثُ لنّ يَستطيعَ أحدٌ أن يَفصِلنَا عَن مَحبةِ الله التي في المَسيحِ يَسوع (رومية 8: 35- 39). لِذلكَ، الآن يُمكننَا أنّ نَدعو الله - أبَا يَسوعَ - أبَانا. والرّوح القُدس يُعطينا هَذه القُدرة عَلى ذَلك. والأفضلُ مِن ذَلك أنَّ الآب يُريدُ أن نَكونَ أبنَاءَهُ.

والابْن يَجبُ أنّ يَتصرّف كابن، وليسَ كَعبد، لأنَّ العَبد يَعمل ليحْصَل على مُرتّبه آخر الشّهْر, وبالتأكيد نَحْن لانَزال خُدَام ولكنّنا نَخدمَهُ بِدَافعِ الحُب. ولأنّنا أبناءٌ فنحن على إتصالٍ دائماً بالآب إلى الأبد، ونَتمتعُ بِجميعِ الحُقوق والإمتيازات التي لنّا فِيهِ. لِذلكَ، يَجبُ أنّ لا نَنسى أنَّ الآب القدوس دَائماً يُريدُ أن يَرانا ونَحنُ مُستمتعينَ بِكلّ مَا قَدمَهُ لنا يَسوع عَلى الصَليب .

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز