رسالة اليوم

23/06/2021 - أكثرَ من شُكرٍ

-

-

وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ، (لوقا2:8)

سارَ يسوعُ من مدينةٍ إلى مدينةٍ، ومن بلدةٍ إلى بلدةٍ، بعد أن شفى المرأة نازفة الدم وأقام ابنة يايرس، مُعلنًا إنجيلَ ملكوت الله. تحدثُ معجزاتٌ كثيرة يومياً، ممَّا دفعَ الكثيرين إلى البحث عن السيِّد. كما أخبر الأشخاصُ الذين نالوا الشِّفاء أن يشهدوا للآخرين عمَّا حدث لهم، فانتشرَ الإيمانُ الحقيقيُّ للآخرين أيضاً. أتمنَّى أن يكون للمسيحيين هذه الأيَّام مثل هذه الخدمةِ!

سارَ التَّلاميذ مع يسوع، وعندما سمِعوا كلماته ورأوه مُستَخدمًا لتحرير المظلومين وشفاء المرضى وتحرير جميع النَّاس، علِموا أنَّهم سيحققون هذه الدَّعوة الإلهيَّة في السَّنوات القادمة. يجب أن يكون عملُنا هو ذاتُ عملِ يسوع. ولكنَّنا لا نفكِّر في فِعل هذه الأشياء دائماً. لماذا نهدرُ القوَّة التي أُعطِيت لنا؟

سارتْ كثيراتٌ من النِّسوة اللَّاتي حصلنَ على شفائهِنَّ من الأرواح الشِّريرة والأمراض المختلفة مع يسوع. فعندما يتمُّ إنجاز عملٍ ما وِفقًا لتعاليم الربِّ، نحصل على التَّحرير من الأرواح الشِّريرة والشِّفاء من كلِّ ضعفٍ. عندما يصلُ ملكوتُ الله إلى مكانٍ ما، تخرجُ الأرواحُ الشِّريرة. ولكن إذا علَّمنا أموراً دينيَّة فقط، فلن يعملَ العليُّ.

يعاني الكثيرون من الاضطهاد والتملُّك الشَّيطاني لأنَّهم لا يعرفون حقوقَهم. إذا لم يتعلَّموا الحقَّ، فلن يتمَّ إطلاق سراحِهم، حتى لو اعتادوا الحضورَ في الكنيسةِ. يأتي الإيمانُ بالعملِ الإلهيِّ من جرَّاء الاستماعِ إلى الكرازة بكلمة الله (رو17:10). وحدها رسالة يسوع التي يُمكنها أن تجلِبَ الحريَّة للنَّاس. لا يوجد بديلٌ عن الإنجيل الحقيقي لملكوت السَّموات.

النِّساء اللَّواتي وُصِفنَ من قِبَل لوقا شُفِين بسبب الكلمة التي سمِعنَها. ثمَّ تبعنَ السَّيد مع الرُّسل. لقد كان ذلك أكثر من امتنانٍ- فكانت خدمة حقيقيَّة. هذا الانتعاشُ هو ما تتوقُ روحي أن تراه حولَ العالم. لقد حانَ الوقتُ كي نتوقَّف عن التَّديُّن، وأن نحيا الكتاب المُقدَّس حقّاً.

أولئك الذين لديهم ممتلكاتٌ ساعدوا في الحفاظ على العملِ. يجب أن يتكرَّر هذا اليومَ. فالعملُ كبيرٌ جداً، والملايين يغادرون إلى الأبديَّة كلَّ يومٍ دون أن يَخلُصوا. إذا انتظرنا طويلاً، فسوف نخسرُ الكثيرَ. ولكن إذا وصلنا إليهم وقدَّمنا لهم الرِّسالة الحقيقيَّة، فسنرى في وسطِنا نفسَ المُعجزات التي حدثت في خدمة يسوع.

لم تتبع النُّسوة المُخلِّصَ لتقديم الشُّكر له فقط، ولكن كمهمَّة تلقينَها للمساعدة في نشر الأخبار السَّارة. وصلنَ إلى مركزٍ أعلى ممَّا يمكن أن يصل إليه الرِّجال. تعلَّمنَ في تلك المَسيرة كيفيَّة تفعيل قوَّة الله كلَّ يومٍ. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ تقدماتَهنَّ كانت مستوحاةٌ من الربّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز