رسالة اليوم

17/06/2021 - حكمة نَبُوخَذْنَصَّرَ

-

-

اَلآيَاتُ وَالْعَجَائِبُ الَّتِي صَنَعَهَا مَعِي اللهُ الْعَلِيُّ، حَسُنَ عِنْدِي أَنْ أُخْبِرَ بِهَا. (دانيال2:4)

الرَّجل الذي استولى على أورشليم ودمَّر أسوارها وأخذ شعبَ الله مأسورين إلى بابل. لقد كان شرِّيرًا جدًا، لكنَّه حظي بلحظةٍ من الحِيطة ومجَّد الربَّ. في الواقع، استُخدِم هذا الرَّجل كعقابٍ لشعبٍ كان لديه كلُّ شيءٍ ليكون مثالًا للبشرية، ولكنَّه ترك العدوَّ يستخدمه بنفس خطايا الأمم التي كانت تمتلك كنعان قبلهم.

هناك الكثيرُ من النَّاس الذين رأوا أقاربَهم ينالون البركة، لكنَّهم لم يعترفوا بسيادة العليِّ. يبدو أنَّ أذهانهم ترتدي حجابًا، لأنَّهم لا يستطيعون رؤية الحقيقة بوضوح، لذلك يخدعهم الشِّريرُ دائماً. نظرًا لأنَّهم لا يخضعون للإرادة الإلهيَّة، فإنَّهم سيختبرون الكثير من المعاناة على الأرض، وبعد ذلك المعاناة الأبدية.

لا يوجد شيءٌ أشرف من منح الربِّ الثَّناء الذي يستحقّه. بالنَّتيجة، نحن مخلوقين على صورتهِ ومثاله، كما قدَّم ابنه الوحيد ليموت عوضًا عنَّا لإنجاز عمل الفداء. ولكن، بسببِ روح الشَّر الذي يخدع الكثيرين، لا يستطيعوا أن يروا وجوب تسبيح يسوع كأمرٍ مناسبٍ، الذي أتى من العُلا.

أعرفُ أمثلة كثيرة، وربما تعرف أيضًا أشخاصًا مرُّوا بظروف صعبةٍ، وكانوا على وشكِ المَوت، ولكن بسبب الرَّحمة الإلهيَّة، استمعَ الربُّ لطلباتهم وتمَّ تلبيتها. ولكن بعد نوالهم التَّحرير وأصبحوا أقوياء ثانية، لم يقولوا شكراً. والآن كيف سيكون حالُ هؤلاء في يوم الدَّينونة؟ سوف يعترفون بالحقِّ، لكن سيكون الوقت قد فات.

اجعل ذاكرتك تعمل واذكر إن كان الله صالحاً لك. من المُحتمل جدًا أنك ستجد العديد من الأسباب التي تجعلك تشكره عليها. لكن هل فعلتَ ذلك؟ لا تكنْ مثل المجانين الذين يحتقرون الكلمة الذي خلَقَنا. في يومٍ من الأيام، عندما يكون الوضعُ سيِّئًا للغاية بالنِّسبة لهم، سوف يصرخون بيأسٍ طالبين الرَّحمة الإلهيَّة. لذا عُدْ إلى الحكمة الآن، في هذا اليوم الخاصّ.

إنَّ ما فعله الله لصالحِك هو علامة على أنَّ لديه الكثير ليفعله من أجلك. امتنانك سيحرِّك يدي الربِّ ليمنحك المزيد دائماً. لا تسعَد بما تلقَّيته فقط، لأنَّه لديه أعمالٌ صالحة لا متناهية ليُنجزها في شخصِك وخلال حياتك. إذا كنت تؤمن بالعليِّ، فلن تنتهي بالخسارة أبدًا.

وَجَدَ نبوخذ نصَّر المنحرف أسبابًا لتسبيح الله، وبالتَّأكيد ستجدها أنت أيضًا. ابدأ الآن في طلب وجه الربِّ، لأنَّك عندما تجده، ستتغيَّر حياتُك بطريقة تجعلك تشعر كأنَّك أحد أسعد الأشخاص في العالم كلِّه. فأنت لم تولد بسببِ صدفة تاريخية، بل وُلِدتَ بمشيئة الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز