رسالة اليوم

21/10/2016 - أحكامُ الأشرار باطلةٌ

-

-

وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَنْتَفِخَ أَوْ يَسْقُطَ بَغْتَةً مَيْتاً. فَإِذِ انْتَظَرُوا كَثِيراً وَرَأَوْا أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ شَيْءٌ مُضِرٌّ تَغَيَّرُوا وَقَالُوا: هُوَ إِلَهٌ (أعمال الرّسل 28: 6).

أشعرُ بالشّفقةِ على أولئكَ الَّذينَ يَتبعونَ الأشرار في حَيَاتَهم. رُبَمَا يُدَبَّر شيئٌ ضِدّك ولكنّ لا شيئ يُمكن أنّ يحَدثَ لأبناءِ الله: الَّذين يَعرفونَ أينَ يَقفونَ, والَّذينَ يَدركونَ حُقوقَهُم. كَانَ بُولُس يَعلمُ أنَّهُ حَيثما يَذهبُ، الرَّب سَيكون مَعَهُ. لِذلِكَ، عِندمَا لَسعتهُ الحَية في يَدِهِ، لم ييئس إنَّما قذف الحَيةُ إلى النَّارِ. ولكِنّ النَاس عِندمَا رأوا أنَّ الحَية لسعتهُ، إعَتبروه مُجرماً، حَسْبَ مَا قَالوا، حَتى لو أنَّه قَدْ نَجَا مِن البَحر في وقتٍ سابق ، لكنَّ العدالةَ الإلهيةَ لن تتُركه يَعيش.

الحُكم الذي يصَدُر مِن أشخاص لا يَنتمونَ إلى عَائلة الله, أو مِن أولئكَ الَّذينَ لا يَعِيشونَ وفقاً للكتابِ المُقدّس يُعتبرُ مُضِلّ. إن واحدٌ مِن أكبر الأخطاء التي يَقَعُ فِيهَا الأشرار- بِالإضَافةِ إلى أنَّهُم لا يَخضَعونَ للرَّب! وهَذا سَببُ ضَياعَهُم– إلا أَّنهم يَتَمَنُونَ السُّوءَ لِكُلِّ مَن حَولهُم. ومَن يُصَدّقُ تَهَدِيدَهُم أو كَلامَهُم السَّام يَسمَحُ لِقواتِ الظُّلمةِ أن تَقُودَهُ، ويَجدُ نَفسهُ في وضعِ صَعب.

أما بِالنِسبَة لأولئكَ الَّذينَ يَعْرفونَ أينَ يَقفونَ، أولئك الَّذين يَعْرفونَ مَكَانتَهُم في المَسِيح، لا شيئَ سيئ يمكن أن يَحدثَ لهُم (أمثال21-7:12). لأنَ الرَّب وعَدَ بِأنَهُ لا يَتخلى عَنْهُم أبداً.

كَانَ الرسُول يَعْلمُ جَيداً أنَّ الرَّب لن يَترُكهُ مطلقاً. لذلك، لم يُعطِ أي إهتِمام للأفعى التي لسعته. وبكُلِّ هُدوءٍ، أخَذّها إلى المَوقِدْ المُشتعل, وإنتَظرهَا حتى لم تَعُد تَحْتملُ النّارَ ثُمَ تَركت يَدَهُ. ظنَّ هَؤلاء الأشَرار أنَّ الرسُول بُولُس كَانَ مُجرماً ولذا جَاءت الحَيةُ لتُنفذَ العَدالةَ الإلهية. لكِن لأنَهُ خَادمُ الرَّب لم يَتورم ولم يَسقُطُ مَيتاً. وما كَانَ مِنْهُم إلاّ أنَهُم غَيّروا رَأيهُم: وبَدؤوا يَقولونَ عَنْهُ أنَهُ إله.

فَلا تُصدّق مَا يَقولهُ الأشرارُ عَنْكَ، لأنَّ الفكرةَ التي كَانت لَديهُم عَنْ بُولس الرّسُول تَغيرتَ بِسُرعة. كُنْ دائماً ثابتاً في الرَّب، وحَافِظ على أنّ تكونَ خَادماً أميناً لله, وكُل الأشياء سَوفَ تَعملُ لِصَالِحكَ. والخَاسِرونَ هُم الَّذينَ يُخْدَعونَ بِعَقَائِد الأشرار (أفسس 4: 17- 19). والَّذي يَتبعهُم يَصِيرُ "كصرصور مُصابٌ بالدّوار"، لا يَعْلمُ إلى أينَ يَذهب. لأنّ الكَلامَ الَّذي يَكونُ بَعيداً عَنْ كلمةِ الرَّب هوَ ليسَ مِنَ النّورِ. وحدهُ المُؤمنُ الحَقيقي وابنُ اللهِ ومَنّ لهُ مِسْحةُ الرّوحِ القُدس يَسْتطيعُ الحُكمَ عَليهِ.

بِنَفْسِ الطَريقةِ التي تَصرّفَ بِها بولس هُنا، إطرح أنتَ في النَّارِ أيضاً "الأفعى" التي لسعتكَ ولا تَيئس أو تَغْضب مِمَّا يَقولهُ الأشرارُ عنك. لأنَهُ لا شيء سَيئ سَيَحدُثُ لكَ، والأشرارَ سَوْفَ يُغَيّرونَ أفِكارهُم عَنْكَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز