رسالة اليوم

07/06/2021 - ضَع الشُّروطَ على العَقد

-

-

وَنَذَرَتْ نَذْرًا وَقَالَتْ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ نَظَرْتَ نَظَرًا إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ، فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى». (صموئيل الأول11:1)

إنَّ شفاءَ عقمِ حنَّة لم يحدث بين ليلةٍ وضُحاها. إذ صلَّتْ بمرارةِ النَّفس في الآية السَّابقة لتلك التي ندرسَها. أعطِ أهميَّة حقيقيَّة لِما يحدث لك تمامًا مِثل أمَة الربِّ هذه، حتى لو كان ذاكَ محنةٍ، لأنَّ الربَّ يُمكِن أن يأخذك إلى مِثل هذه الحالة الرُّوحية لكي تصرخ كما يجب. بما أنَّه يجب أن يقودَ خطواتك، فلا تحاول فهمَ ما يحدث أثناء الطريق.

فتحتْ حنَّةُ قلبَها إلى العليِّ وعندما زارها بكتْ بمرارةٍ. لذلك، فهِمت ما يجب عليها فِعله وطلبتْ، بلطفٍ ورجاءٍ، أن ينظر الله إلى كَربِها ويتذكَّرها، ويُعطيها طفلاً ذكراً. هذه المرأة وضَعتْ في العقدِ الشُّروط اللَّازمة، ولا تنسى أنَّ مِثل هذا الاتِّفاق لا يَحمِل الفائدة لها فقط.

لقد وعدَت تلك الخادمة أنَّها ستُعطي ابنَها للربِّ كلَّ أيَّام حياته، وألَّا يحلق شعرَ رأسه- نذيرُ النَّاصري. سمِعَتْ بالضَّبط ما أراده الربُّ منها. فشُفِيت وولدت صموئيل. حسنًا، يجب أن تكون الصَّلاة حوارٌ دائم، وأفضل صرخةٍ هي عندما نجيبُ على ما يقوله العليُّ من خلالِ كلمته. هذه هي صلاة الايمان.

لا تقطع نذوراً بدون تفكير، فالله سيطلبهم من يديك. انتبه دائمًا إلى التَّوجيهات التي يوضِّحها من خلال الكتاب المقدَّس، وعندما تفهمُ ذلك، خُذ ما يخصُّك بعينِ الاعتبار. وهكذا، ستُدرك أنّ العمل الإلهي أبسَط ممَّا تتخيّله. لا تذهب إلى الكنيسة كما لو كنت عضواً في نادٍ؛ اذهب للقاء الآب وانتظره ليقول لك ما يريدك أن تفعله.

يخضع العقدُ للشّروط المكتوبة فيه، ويعملُ العهدُ الجديد بهذه الطَّريقة. يتمُّ سردُ الشُّروط أمام الإرادة الإلهيَّة؛ ليس لدى الله أيُّ شيء آخر يسجّله. الآن، مهمَّة الرُّوح القدس هي أن يكشف لنا ما ينتظره الربُّ منَّا وما وَعَدَ به من أجلِنا. يجب كتابة شروطنا حسبَ ما يمنحنا الرُّوح القدس من فهمٍ.

علَّمنا الربُّ أنَّ الرُّوح نشيطٌ، لكنَّ الجسَدَ ضعيفٌ (متى 26. 41). تمرُّ السِّنين ويفقد الكثير من المسيحيين دافع التَّضرع لله، وبسبب ذلك، يفقدهم العدوُّ الانتصار الذي حقَّقوه سابقاً. لذا، كُنْ على درايةٍ بالفَهم والاستماع والنَّظر لِما هو لك. بمجرَّد أن تتعلَّم، احترِس حتى لا تفقد ما تمَّ إعطاؤه لك. بعد ذلك، صلِّ حتى لا تقع في التَّجربة لئلَّا يأخذ العدوُّ ما أعطاك إيَّاه العليُّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز