رسالة اليوم

20/10/2016 - قليلٌ من النّورِ

-

-

لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ (يوحنا 45:5).

 

يَعلمُ كلّ مَن يعيشُ في الخطية، مِن أعماقِ قلبهِ، أنهُ يَوماً ما سوف يُسأل عَنْ أعَمالهِ. لقدْ قَال يَسوع لليهودِ أنهُ ليَسَ هَو مَن يُدينَهُم، بَلّ كَلمة الله الَّتي لدَيهم هي تُدينَهُم. إنّ النّورَ القليلُ الَّذي كَانّ لدَيهمْ كانّ كافياً لإرضاء الله, أمَّا المَعرفةُ التي حَصَلوا عَليهَا من الأسفارِ المُقدَسَةِ لم تَكُن كَافيةٌ لتُغيّرَهُم بالكامل، ولكن كَانت شَاهداً كَافياً لإدانَتِهم.

الشييءُ نَفسَهُ يَحدُث الآنَّ مَعَ الوثنيين والأشخاص الَّذينَ يَنتمونَ إلى طَائفة مسيحيةَ لا تلتزمُ بِكلِمَةِ الرَّب. لا يُوجد أحداً لا يَعرفُ الصّوابَ مِن الخَطأ، لأن الجَميعَ لديهم ضَميرٌ يُنبهُم بأن مَافعلوه خَطأ, هَذا الَّذي بِواسطتهِ سَوْفَ يُقدمونَ حِسَابَ أعَمَالهم. يَنطَبقُ هَذا عَلى الَّذي يَعِيشُ في الغَابَة والَّذي يَعِيشُ في المَدينة. حتى الَّذينَ لمّ يَسمَعوا بِكلمةِ الرَّبِ إطلاقاً، لدَيِهُم مَعَرفةٌ بمَبادئِ الحَياة الأسَاسية (رومية 2: 14- 16).

اخَتارَ الرَّبُ اليهودَ مِن بَينِ جَميعِ الأُممِ لِكي يَعرفوهُ لِذَلكَ كَانوا مُميّزينَ. وكَان مِنَ المَفروضِ عَليهم أن يَقتربوا إلى الرَّبِ- عِندمَا تَجسّدَ كابنِ الله ليَحِلّ جَميعَ مَشَاكِلنَا- كَانَ يَجِبُ عَليهم أن يقبلوه ليحصَلوا على الإستنارة الكاملة. كان يسوعُ واضحاً مع كُلّ واحدٍ فيهم عِندمَا قال أنّ لدَيهم النّور، حتى لو كَانّ مِقدارهُ قليل إلاّ أنهُ كانّ قادراً عَلىَ إنقاذهم أو إدانتهم يَوم الدّينونةِ.

حقيقةً هُم لم يَفهموا رسَالةَ الرَّب، لأنَهم لم يكونوا قَدْ استَلموهَا بالكاملِ في ذَلكَ الوقت. غَيرَ أنَّ يَسوعَ والرّوحِ القُدس جَاؤوا بالوَحي الكَاملِ لخِطة الرَّبِ للبشريةِ. وبِالرُغم مِن أنَّ اليَهودَ لمّ يكُن لديهم إلا العَهد القَديم (التوراة)- ولكِنهُ كان كافياً لكي يتحَملوا مَسؤوليةَ أعَمالهم.

إنَّ مَا حَصلوا عليهِ في الواقع، لم يكُن كافياً لتغيير حَياتهم بالكامل، لأن النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا, ذلك النّور القليل كَانَ لديهِ القدرةَ على أن يَجعلهم يَفهمونَ أنَّ المَسيح هو يَسوع (يوحنا 1: 17). وكمَا أنّهم رفضوا الإيمانَ بابن الله, النّور الذي أشرقَ عَليهم، سَيكونُ أيضاً شاهداً لإدانتهم (لوقا 11: 31، 32).

كُلّ أولئك الَّذين يَقولونَ أنّهم أتباعُ المسيحِ- سِواء كانوا هَؤلاء الَّذين مَازالوا يعبدون الأصنامَ أو أعَضاء الكنائسَ التي تَدَعِي أنَها مَسيحيةَ - هُم في نَفسِ مُستوى اليَهودِ. لأن عِندهُم النورّ الكافي ليطلبوا الرَّب ويتغيروا. لكنّهُم بالعكسِ يَتحوّلونَ إلى مَجموعةٍ مِنَ العقائد والمذاهب الدينية التي تَجعلهُم يفعلونَ الخطية، ويُعطون ظهورهُم للرَّبِ, لأنَهم يُفضلونَ الإحتفاظَ بِهذهِ الطريقةِ في العَيش بَدلاً مِن أن يَطلبوا الرَّبَ بالطريقة الصَّحيحة. لِذَلك، لا يُمكنهُم القَولَ أنَّهُم لم يَسمعوا بالحَق, هل سيفعلوا؟

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز