رسالة اليوم

31/05/2021 - حسبَ مَا تَيَسَّرَ

-

-

فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ، خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ. (1كورنثوس2:16)

علينا أن نُكرمَ الربَّ كوكلاءٍ أمناء وأن نعترف بأنَّه هو الذي يعطينا كلَّ شيءٍ. الحقيقة هي أنَّنا لا نفهم شيئًا عن العالم الرُّوحي سوى ما يكشفه لنا الرُّوح القدس في الكلمة فقط. لذلك نحن غير قادرين على فصل ما هو من الشِّرير عمَّا هو من الله. هناك من يعتقد أنَّ ما حصل عليه كان بسبب كدّه، لكن لو لم يساعده الربُّ، لكان كلُّ ربحِه قد ذهب سُدىً.

من ناحيةٍ أخرى، ما لديك هو ملكٌ لك، وإن كنت لا ترغب بإعطاء أيِّ شيءٍ لأيِّ شخص، فيمكنك الاحتفاظ به لنفسِك. لن يُجبرك حتى العليُّ على إعطاء شيءٍ لعمله مهما قلَّت قيمته. ومع ذلك، فقد أوصى بالعُشر والتَّقدمات من أجل مصلحِتنا. إذا وثقنا في الآبِ وكنَّا أمناءً، فسنرى كم سيفعله من أجلنا، وبعد ذلك سنزدهر، الأمرُ الذي سيجعله مسرورًا للغاية.

أولئك الذين يغلقون أيديهم ولا يعشِّرون، ولا يستمعون إلى الصَّوت الإلهي لتقديم عمل الله، يحتاجون إلى أن يفهموا أنَّ الربَّ لا يحتاج إلى أيِّ شيء لديهم. إنَّ حقيقة تعليمنا العشور والتَّقدمات هي دليلٌ على محبَّته لنا (مل 3-10). ولكن إذا لم نعطي ما له، فلن نرى قوَّته تتصرَّف من أجلنا، وبدون المساعدة الإلهيَّة، سوف يأخذ العدوُّ كلَّ ما لدينا.

لن ينجحَ أحدٌ إذا لم تكن هناك نعمة من العليِّ. يُمكن لشخصٍ ما أن يحصل على الموارد الماديَّة، لكنَّ الازدهار هو امتلاك المقتنيات والقدرة على استخدامِها، وهذا سيحدث مع الشَّخص الذي لديه مسحة إلهيَّة في حياته. عندما يرشدنا الربُّ حول تقديم العشور والتَّقدمات والأشياء الأخرى التي نستثمرها في عمله، يوضِّح لنا السَّبيل لعرقلة عمل العدوِّ، الذي يُغري الذين لديهم أكثر من الآخرين.

لذلك، لا تنفخ في البوق أبداً وتعلن أنَّك قدَّمتَ العشر أو تقدمة، ولا تفكِّر باطلاً أنَّه لولا تقدماتك لكان عمل الله قد فشِلَ. حسنًا، من خلق الثَّروة المعدنية والنباتات والأشياء الأخرى لديه الشُّروط اللَّازمة لتوفير الاحتياجات التي قد يحتاجها عمله. لم يفقد القدرة على خلق أيِّ شيءٍ من لا شيء.

قال الله أنَّه إذا جاع فلن يُخبرنا لأنَّ المسكونة وما فيها ملكٌ له (مز 50، 12). الحقيقة هي أنَّه إذا أعوزه احتياج، فلن يكون الله. لذلك، لا تدع شيطان الغطرسة يأتي إلى قلبك ويلوِّثه بالكذب. إنَّها الرَّحمة الإلهيَّة التي لا تفشل (مراثي22:3) وتسمح لنا باستخدام القليل ممَّا لدينا للمشاركة في عملهِ.

الأمانة في تنفيذ الوصيَّة بفرح تجعل من المستحيل على العدوِّ أن يمسَّك أو يمسُّ ما يخصّك. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ رفض استخدام القدير لك، يفتح الباب أمام الشَّيطان ليتمكَّن من اقتحام مخزونك، فيرسل الصَّدأ والعثّ لتدمير كنزك. لا يوجد شيءٌ أفضل من أن تكون مخلِصًا لمن لا يكون غير مخلصٍ أبدًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز