رسالة اليوم

27/05/2021 - طريق الربِّ

-

-

صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: «أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا. (إشعياء3:40)

نحن نعيشُ أزمنة البُشرى، فالله يعمل كما فعل أيَّام خدمة يسوع على الأرض. لا يوجد سببٌ يمنعنا من جعل اليد السَّماوية تصنع العجائب، مادام قد وعدنا مخلِّصنا المبارك بهذا. ولكن هناك شرطٌ أساسيٌّ يجب أن يحدث: يجب أن يتمَّ إعداد طريق الربِّ. بالنِّهاية لن يقوم بعمله بدون أن يكون الإيمان حاضرًا في قلب الشَّخص الذي يرغب في أن يكون مباركًا.

لم يُرسَل الصَّوت ليصرخ في وسط جنة الله، حيث يعرف النَّاس مشيئته ويستجيبون لها، ولكن في البريَّة. حيث توجد الحيوانات السَّامة والضَّارة في هذا المكان، والتي تضرُّ بالذين يعيشون هناك. في الصَّحراء البشرية، حتى القداسة لا تُعرف ولا تُحترم. النَّاس الذين يعيشون فيها يصوِّرون الهجر وخطر عبوره. في هذه البيئة المعادية والضَّائعة، نحن مصمِّمون على العمل.

يتطلَّب إعداد طريق الربِّ أكثر من القدرة والإنجاز. بدون توجيه ومسحة الرُّوح القدس لن نحصل على أيِّ شيء. نسمع كلَّ يوم عن الممارسات غير النَّظيفة وعدم الاحترام التَّام للأطفال وكبار السِّن والمعوقين. هناك الكثير من الشُّرور حولنا لدرجة أنَّنا لم نَعُد مصدومين بالحقائق التي تتكرَّر كثيراً.

العالم مليءٌ بالكنائس والأديان. يبدو أنَّ هناك كلُّ شيء للجميع، باستثناء الأماكن المخصَّصة لعمل كلمة الله. اخترع الإنسان أشياء كثيرة ليمنع العملَ الإلهي. الانحراف لم يتوقَّف بعد. حتى عندما تطوَّر عمل الله منذ وقت قصيرٍ؛ الآن ما هو مثير للاهتمام هو التَّرويج الشَّخصي. ولكي يحدث هذا، يستخدم النَّاس السِّياسة والفلسفة والحِيل الدِّينية.

عندما يتمُّ إعداد طريق الربِّ تحدث المعجزات. هذا يدلُّ على أنَّ الربَّ مستعدٌّ للقيام بعمله الخاصِّ بيننا، مثل شفاء المرضى، يمنح البصر للعمي، والسَّمع للصُّم، والنُّطق للبكم، والمشي للعُرج. ولكن عندما لا يتمُّ إعداد الطريق، لا يحدث شيءٌ. في الواقع، نحن مسؤولون عن القيام بالعمل الإلهي، ونأخذ الرِّسالة اللطيفة التي تضع قوة الله في العمل إلى جميع الأماكن.

أُعطيت الوصيَّة: علينا أن نهيئ طريق الربِّ ونجعله مستقيمًا في البريَّة، طريقًا سريعًا لإلهنا. لا توجد قوَّة شرِّيرة يمكن أن تمنعنا من تنفيذ هذه الوصيَّة. لدينا السُّلطان من الآب لنقيم أو نسقط كل ما يمنعنا من طاعته. إنَّها مسألة استخدام السُّلطة وتنفيذ ما أمرَنا به.

حتى في الصَّحراء، حيث لا يتوقع أن يمرَّ أحدٌ، خطَّط العليُّ للقيام بواحد من أكثر أعماله رقَّة. إذا دعاك الله للتَّحدث بصوته في جميع أنحاء العالم، فأنت تعرف بالفعل كيف تتصرَّف من أجل تحقيق وصاياه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز