رسالة اليوم

25/05/2021 - الأولويَّة رقم واحد: التَّخلي

-

-

فَكَذلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. (لوقا33:14)

لا يوجد شخصٌ في العالم لا يرغب في أن يكون تلميذاً ليسوع. أعتقد حتى الشَّخص غير المؤمن، إذا أتيحَت له الفرصة ليتعلَّم من الربِّ، فلن يفكِّر مرَّتين. ولكن عندما يعرف الأولويَّة الأولى في أن يُصبح تلميذًا، هي أن يستسلِم له. فالذين لا يتخلَّون عن كلِّ شيء لا يتعلمُّون من السَّيد. حاولوا قدر المستطاع، لكن القدرة على التعلُّم من وديع النَّاصرة لم تُمنح لهم.

الرَّجل لديه أحلام كثيرة في داخلِه- بعضُها جيِّد، والآخر سيِّئ- وإذا أراد أن يشارك في المجموعة المتميِّزة التي تتعلَّم مع الربِّ، فعليه التَّخلي عن خطته تمامًا. عندما ندرك هذا الطلب، نعتقد أنَّنا بحاجة إلى التَّخلي عن الأشياء الماديَّة والأحلام التي قُمنا بتغذيتها طوال الحياة. في اليوم الذي دُعيتُ فيه للتَّبشير بالكلمة، صرختُ: "لقد فقد العالم طبيباً، ولكنَّه ربح واعظاً.

أريدك أن تعلم أنَّ التَّخلي يستمرُّ كلَّ يوم. تأتي لي العديد من الفُرص التِّجارية. ولكن لأنّني مهيَّئٌ من قبل القدير على العمل وفقًا لإرادته، فأنا أقول دائمًا لا؛ خلاف ذلك، سأعمل في العديد من المجالات. لا تشمل أحلامنا الأشياء الجيِّدة فحسب، بل تشمل أيضًا الأشياء السَّيئة. أولئك الذين يغذُّون أي رغبة، حتى أكثرها سرِّية، إذا أرادوا أن يكونوا مؤهلين، فعليهم تركُ كل شيءٍ.

يجب التَّخلي عن أحلامِنا التي تُزعج تسليمنا للربِّ، لأنَّ لديها القدرة على إبعادنا عن خطَّته. هذا لا يعني أنَّنا لا نعدُّ أنفسَنا فكرياً، ولا نذهب إلى المدارس أو نعيش بدون أيِّ مسؤولية، ولكن، نعم، يجب ألَّا تكون لدينا أفكار مسبقة أو محدَّدة. يجب أن يكون المدعو للخدمة تلميذاً متاحًا دائمًا.

هناك أناسٌ يظنُّون أنَّ زواجهم ليس الأفضل، لذلك يقضون حياتهم كلَّها وهم يتوقعون وفاة شريكهم أو ارتكابه الخيانة للحصول على الطلاق من أجل الزَّواج من شخص يُعتبر مثاليًا، ممَّا يكمِّل سعادتهم. إنَّ هذا التفكير يُظهر أنك جشعٌ وغير أمينٍ، وهو سيمنعك من أن تكون سعيدًا بنصفِك الأفضل. من المهمّ التَّخلي عن هذا الفكر سريعاً.

علينا التَّخلي عن كلِّ ما لدينا، حتى الأشياء الحسَنة؛ على العكس من ذلك، لا يُمكننا أن نكون تلاميذ للسَّيد. ونحن نحافظ على رغباتنا الشَّخصيَّة، سواء كانت مقدَّسة أو خاطئة، إذا كنت ترغب حقًا في أن تُقبل في مدرسة الربِّ يسوع، فاترك رغباتك الخاصة. إنَّ الشَّخص الذي ينفتح بالكامل على مشيئة الربِّ هو الذي يتمّم مشيئته.

سيكون مستقبل التلاميذ مملوء بالنِّعمة. هنا على الأرض، سيتمُّ نقلهم إلى العديد من الاختبارات التي ستكمِّلهم. وبعد ذلك في الأبدية، سيستمرون في المشاركة كجماعة الربِّ وسوف يرون عدَّة ملايينٍ من المرَّات أنَّ الأمر كان يستحقُّ امتلاك الأشياء البسيطة ليصبحوا تلاميذًا، لأنَّهم لم يُمنعوا من الدُّخول إلى مملكة النُّور.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز