رسالة اليوم

20/05/2021 - لا تتسرَّع بمنحِ المغفرة

-

-

اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ». لوقا17: 3-4

لا يوجد شخصٌ واحدٌ لم يخطئ. يجب على الشَّخص الذي يرتكب خطيئة ضدَّ شخصٍ آخر أن يبحث عن الإنسان الذي أساء إليه ويعترف له بخطئه دون أيِّ تقصير. أولئك الذين لا يعترفون وهم أحياء يتصرَّفون كأغبياء، لأنَّ الدَّينونة الأخيرة، ستكشف كلَّ شيءٍ مخفيٍّ. وبما أنه لن يكون هناك توبة أو رحمة في الدَّينونة الأخيرة، فإنَّ الذين لم يعترفوا بخطاياهم سوف يسمعون إدانتهم.

يجوز للشَّخص المُعتدى عليه أن يسامح الجاني أو لا؛ ولكن، إذا اختار ألَّا يغفر، فلن ينال الغفران من أبينا السَّماوي، وسينتهي به الأمرُ كمذنبٍ في الدَّينونة الأبدية. من يرفض أن يَغفر لمن أخطأ ضدَّه يجب أن يأخذ في الاعتبار كلام يسوع في الآيات السَّابقة، لأنَّه برفضه الصَّفح سينتقل من ضحيَّة إلى مذنبٍ. هذا أمرٌ خطيرٌ جدَّاً؛ لدرجة أنَّ تلاميذ يسوع طلبوا منه زيادة إيمانهم. إذا تعرَّضت لخسائر، فاستعدَّ لمنح المغفرة كلَّما طلب منك الشَّخص الذي أخطأ إليك.

الدَّرس واضح للغاية: فِعل التَّسامح يجب أن يتبع توبة الجاني. لا يتعيَّن علينا أن نتجوَّل في نشر الأخبار بأنَّنا قد غفرنا لمن أساء إلينا. مع العِلم أنَّ الرُّوح القدس هو الذي يبكِّتنا على الخطيئة، إذا اتَّخذنا القرار قبل أن ينجز الربُّ العمل، فسوف نعيق تحرُّك الله. ولا يُمكننا أن نفعل شيئًا بدون الله (يوحنا5:15ب). إضافة إلى ذلك، من يفكِّر أنَّ نوال الغفران أمرٌ سهلٌ، فسيدفع الآخرين إلى الخطيئة.

قبل أن يتوب الجاني يجب أن يوبَّخ؛ ويشعر أنَّ عمله لم يكن جيدًا، وأنه أضرَّ بشخصٍ ما، وعليه أن يُصلح ذلك. سواء كان قابلاً للإصلاح أم لا، يجب أن يطلب المغفرة. وإن تاب يُغفر له. إنَّ الخاطئ الذي لن يحصل على تبكيت من الرُّوح القدس لن يتوب أبدًا، وبالتالي لن ينال الغفران.

لا يهمَّ إذا ارتكبتَ الخطيئة مرَّة واحدة أو سبع مرَّاتٍ في يومٍ واحد. إذا جاءك الجاني بعد سبع مرَّاتٍ طالباً الغفران، فعليك أن تمنحه المغفرة. إذا طلب المغفرة ستَّ مرَّات ولم يطلب المغفرة في المرة السَّابعة، فلن ينال الغفران. يجب أن يؤنَّب في المرَّة الأولى؛ وفي المرَّات اللَّاحقة، سواء كان توبيخًا أم لا، يجب عليه أن يلتمس من أخطأ ضدَّه، ويعترف بخطيئته، طالبًا المغفرة؛ وإلَّا فلن يُغفر له.

يتصرَّف الإنسان كأحمق عندما يخطئُ، وإذا لم يعترف بخطيئته ولم يطلب المغفرة، فستكون حماقة أكبر. إنَّ كبرياء- أو شرّ- الذين يخطئون ولا يتوبون سيقودهم إلى أسوأ مصير ممكنٍ، لأنَّهم لن يكونوا قادرين على أن يتواجدوا مع الذين اعترفوا بأخطائهم وطلبوا المغفرة. بدون مغفرة، سيقضي النَّاس الأبدية بعيدًا عن الله.

من الأفضل أن تبحث عمَّن يُمسِك عليك شيئًا وتطلب المغفرة؛ وإلَّا ستكون خسارتك كبيرة. ما يكشفه لنا يسوع هو الحقّ، لذا فإنَّ الذين يرفضونه لن يخلصوا أبدًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز