رسالة اليوم

17/05/2021 - تلاشَتْ البركة

-

-

فَقَالَ الْمَلِكُ لأَبْشَالُومَ: «لاَ يَا ابْنِي. لاَ نَذْهَبْ كُلُّنَا لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلَيْكَ». فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَذْهَبَ بَلْ بَارَكَهُ. (صموئيل الثاني25:13)

مضى عامان لحدوث المأساة في عائلة الملك داود. كان أمنون، ابن داود من أخينوعم اليزرعيلية، قد أجبر ثامار أخت أبشالوم، ابنة داود من معكا، ابنة تلماي ملك جشور، واضطجَع معها. فخطَّط طويلاً أبشالوم للانتقام لثامار أختهِ. لم يتكلَّم خيراً أو شرَّاً، مع أخيه المُعتدي، لكنَّه أعدَّ خطة لقتلهِ.

جاء اليومُ الذي طلب فيه أبشالوم من الملك السَّماح له بإقامة حفلة. كان نيَّته استعادة شرف العائلة. من المثير للاهتمام ملاحظة أنَّ داود، على الرُّغم من استخدامه مرَّات عديدة كنبيٍّ، لم يشكَّ فيما كان يخطط له أبشالوم. في الواقع، أخبر ناثان النَّبي داود أنَّ السَّيف لن يبرح من بيته، لأنَّه أساء إلى أوريا الحثيّ.

كان داود قد سرق زوجة أوريا الحثِّي- بثشبع- وبعد أن حبِلت منه، أمر زوجها بالذَّهاب إلى المعركة ليموت في الصُّفوف الأمامية. الخطيئة من أخطر الأشياء التي يمكن للمرء أن يمارسها. قال يسوع: "ويلٌ لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة به" (متى7:18). "خَيْرٌ لَهُ لو عُلِّقَ عنقه بِحَجَرِ رَحَى، وَألقيَ فِي لجة الْبَحْرِ" (متى6:18).

على سبيل المثال، إذا قام الزَّوج أو الزَّوجة بالغشِّ، فيجب أن يقدِّم فدية عن نفسه / نفسها، لأنَّ العدوَّ لا يرحم في الانتقام. والذي يرتكب الغشَّ يجب أن يطلب الغفران من الله بأسرع ما يمكن وأن يتجنَّب التَّعدي. سيحدث الأسوأ للخونة في الدَّينونة الأخيرة، لأنَّ الكلمة تقول عن الشَّخص الذي تعرَّض للغشِّ: لأَنَّ الْغَيْرَةَ هِيَ حَمِيَّةُ الرَّجُلِ، فَلاَ يُشْفِقُ فِي يَوْمِ الانْتِقَامِ. لاَ يَنْظُرُ إِلَى فِدْيَةٍ مَّا، وَلاَ يَرْضَى وَلَوْ أَكْثَرْتَ الرَّشْوَةَ (أمثال6: 34-35). عارُ الشَّخص الذي ارتكبَ الخيانة لا يُمحى أبدًا.

لم يُدرك الملكُ داود ما في قلب ابنه واعتذر لعدم ذهابه لئلَّا يكون عبئًا على ابنه. حقيقة أنَّ أبشالوم حثَّ والده على الحضور، تبيِّن لنا أنَّه عندما تكون هناك نيَّة شرِّيرة في قلب المرء، من أجل إخفاء ما ينوي فعله، فإنَّه يبذل مجهودًا إضافيًا للآخرين حتى لا يشكُّوا في أيِّ شيء. لهذا السَّبب أمرٌ هامٌّ أن نسمع الربَّ دائماً.

بارك الملكُ داود أبشالوم دون أن يفهم ما يجري. ولكنَّ بركته ذهبت سدىً. الخير هو أن تكون بالرُّوح في محضر الله، لأنَّه في مواجهة مأساة على وشك الحدوث، يمكن أن نُستخدم بطريقة تفشل خطة الشَّيطان. أن تكون حسَّاسًا لتوجيهات روح الربِّ هو قرارٌ جيّدٌ.

لقد قاد إبليسُ الكثيرين إلى فعل الشَّر. والنَّاس لا يرتكبون الخيانة في أمر الزَّواج فقط. الشُّركاء يسرقون شركاءهم، والموظفون يسرقون من أرباب العمل، والقضاة يفسدون، وما إلى ذلك. من يخاف الربَّ يجب ألَّا يستسلم للتَّجربة أبدًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز