رسالة اليوم

14/05/2021 - موقفٌ حكيمٌ

-

-

وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ، غَيْرَ مُخْتَلِسِينَ، بَلْ مُقَدِّمِينَ كُلَّ أَمَانَةٍ صَالِحَةٍ، لِكَيْ يُزَيِّنُوا تَعْلِيمَ مُخَلِّصِنَا اللهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. (تيطس2: 9-10)

هناك بعضُ الأشياء في الحياة لا يُمكننا تفسيرها. في الماضي، أصبح بعضُ النَّاس عبيدًا لعدَّة أسباب. لم يدِن الكتاب المقدَّس هذه الممارسة، لأنَّ رسالته تتمحوَّر حول خلاص الإنسان من السَّبي الحقيقي- وهو الأسر الرُّوحي. بمجرَّد تحرير الشَّخص روحياً، لن يتمكَّن أحدٌ من استعباده مرَّة أخرى. في الدَّينونة الأخيرة، سيتمُّ الحكم على أيِّ شكلٍ من أشكال الاستغلال البشري.

وفقًا للتقاليد في تلك الأيام، حثَّ الربُّ العبيدَ على طاعة أسيادهم. هل يريد الله أن يرانا اليوم نشارك في احتجاجات الشَّوارع التي نعتبرها عادلة؟ في واقع الأمر، لم يفعل ذلك، لأنَّ لدينا مهمَّة أكثر أهميَّة علينا إنجازها، ونحن هم القادرون على تحقيقها فقط. يُمكن استخدام الأشخاص الآخرين، الذين ليس لديهم فهم لكلمة الله، لمثل هذه النَّشاطات.

العبدُ لا يجب أن يرفض أمر سيِّده. ولكن بمجرَّد تحريره، يمكن من خلال موقفه، أن يحمل الرِّسالة إلى الشَّخص الذي كان يستعبده. عندها سيُدرك سيِّده أنه في ضوء سعادة عبده السَّابق، كانت كلمة الله هي الحلُّ الوحيد لمشاكله، لخلاصِه الأبدي. أولئك الذين تمكَّنوا من جلب أسيادهم إلى المسيح- أو أشخاص آخرين- حصَلوا على أكثر من حرَّيتهم.

لا شكَّ أنَّ العبودية كانت فصلاً مروِّعًا في تاريخ البشرية، وكانت إرادة الله لإنهائها بالتَّأكيد. ولكنَّ الأسوأ هو ترك النَّاس يضيعون إلى الأبد، مع العلم أنَّ يسوع دفع ثمن فدائهم فعلاً. من اعتاد أن يأتي بشخصٍ ما إلى الحرِّية الحقيقية- الحرِّية الرُّوحية- سيكون قد قام بأعظم عملٍ يمكن أن يقوم به الشَّخص المُخلّص، وستكون مكافأته عظيمة.

الدَّرس الذي يجب أن نتعلَّمه من رسالة اليوم هو أنَّنا يجب أن نستفيد من الفُرص عندما تظهر، وبمعونة الله، نقود النَّاس إلى فهم خطة خلاصِه. يُمكن للفعلة ويجب عليهم أن يقدِّموا مثالاً على الولاء لأرباب عملهم، وأن يكونوا صادقين في جميع الأوقات ولا يسرقوا منهم، حتى يقبلوا التَّعليم الإلهي، كما تمَّ تشجيع خدَّام الله على القيام به في تلك الأزمنة القديمة. يا له من امتيازٍ عظيم أن تكون قادرًا على تزيين المبادئ الإلهيَّة!

إذا وضعنا كفاحَ الإنسان جانبًا وبدأنا في عمل مشيئة الله، فسنختار شيئًا أفضل بكثيرٍ. بما أنه لم يَعد هناك عبودية اليوم، كما في تلك الأزمنة القديمة، يُمكننا أن نأخذ في الاعتبار توجُّهات هاتين الآيتين وتطبيق ذلك على الموظَّفين. على أيِّ حال، أفضل شيء هو أن تكون سفيراً لله.

فقط أولئك الذين تمَّ خلاصهم يمكنهم أن يُظهروا من خلال موقفهم أنَّ هناك مكافأة عظيمة لخدمة الله بالطاعة والفرح. سيكافئنا الربُّ بالتأكيد على كلِّ ما فعلناه من أجلِ عمله. إنَّ تنفيذ إرادة العليِّ هو أفضل ما يجب فعله دائماً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز