رسالة اليوم

09/05/2021 - الرَّاعي الحقيقيّ

-

-

«اِسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ أَيُّهَا الأُمَمُ، وَأَخْبِرُوا فِي الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ، وَقُولُوا: مُبَدِّدُ إِسْرَائِيلَ يَجْمَعُهُ وَيَحْرُسُهُ كَرَاعٍ قَطِيعَهُ. (ارميا10:31)

يقارنُ الربُّ نفسَه في هذه الآية برجلٍ يترك الرَّاحة في بيته ليقضي اليومَ في الحقل مع قطيعهِ. يعرفُ الرَّاعي مدى أهمية توخّي الحذر تجاه من ينتمي إليه، لأنَّ الأغنام عمومًا حيوانٌ سهل الانقياد ولا يمكنه إدراك الخطر. وسواء كان المفترس ذئبًا أو دبًّا أم أسدًا، فإنَّ الخروف سيرى أنّ الرَّاعي الحقيقي لن يسمحَ لفم المُفترس أن يطالَ جزءاً من أذنه.

يسعَدُ الرَّاعي أن يرى حملانه تنمو وتتقوَّى. لذلك يختار أفضل المراعي. يجب ألَّا نرفضَ اتِّباع تعليمات الله أبداً لئلَّا نبتعد عن طريقه إلى طُرق هذا العالم. وهو يعرف الحسَنَ لنا وكلَّ التَّحدِّيات التي تنتظرنا؛ وبالتَّالي يسمح لنا بمواجهة التَّجارب. إذا كنتَ تمرُّ بضيقةٍ اليوم في حياتك، اشكر الربَّ لأجل إيمانك به وتعلَّم من هذه التَّجربة الصَّعبة.

عندما يرى الربُّ كنيسته تنمو في الإيمان، وتمتلك ما يذخره لها، عائدين بفرحٍ ليخبروا أن الشَّياطين تخضع لهم باسمه، يفرح الربُّ ويشفع لدى الآب من أجلِنا ( لوقا 10 ، 17-21). لذلك، تأكَّد من اتِّباع توجيهات الربِّ دائماً، وإتمام المهمَّة التي أعطاك إيَّاها وعدم الاستسلام للتَّجربة أبدًا، وهكذا لن يفصِلك شيءٌ عن محبَّة الله.

إنَّه يجمع إسرائيل الفعليَّة، التي تتكوَّن من أناسٍ من جميع القبائل والأجناس والأمم. عندما بنى النَّاسُ برجَ بابل، شتَّت شعبه في جميع أنحاء العالم، كلُّ واحدٍ تحدَّث لغة مختلفة (تكوين11: 1-9). وهو الآن يقرِّبهم منه، ويُعطي الجميعَ نفس الإيمان في الوقت نفسه. كُنْ شاكرًا وممتنًّا وحكيمًا بامتلاك كلِّ ما أعطاك الربُّ إيَّاه.

كقطيع الربِّ، يجب أن يكون اهتمامُنا الوحيد هو أن نأكل من المرعى الجيِّد الذي يُقدَّم لنا، وأن نشربَ من المياه الهادئة ونسمع صوت راعينا. وهو يعرف أين يختبئ الخطر وما نحتاج أن نتعلَّمه لنشبع فيه. لا تحتقر ارشاداً واحدًا يقدِّمه لك، حتى لو بدا ذو قيمةٍ قليلة. تذكَّر أنَّ الذين يزدرون كلمة الله سوف يَهلكون.

سيأتي اليومُ الذي سننتقل فيه من هذا المرعى إلى الحقول الأبدية، وسوف يمسح أبونا كلَّ دمعة من أعيننا. وهكذا سنكون مع راعينا الحقيقي، الذي يُظهر مدى عظمة إلهنا. لكن ماذا سنكون وما سنحصل عليه، وكذلك ما سنستمتع به إلى الأبد لم يتمّ الكشف عنه بعد. لا يخدعك الشَّيطان بعد الآن. بالحريّ آمن بالحقيقة الأبدية- كلمة الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز