رسالة اليوم

17/10/2016 - الإقتراب الَّذي يُشعرنَا بِعَدمِ الاستحقاق

-

-

يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي (متى 8:8).

كُلّمَا يَقترب الإنْسَان مِن الله أكثر كُلّمَا يَشعُر بِعَدم الإستحقاق, لأنهُ عِندهَا فَقط يُدرك أننا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا (اشعياء6:64). فَمن المُحتمَل أنّ قائدَ المئةِ كَان طول حَياتهِ يَخشى الرَّبَ, وكَان يُصَلّي ويُعطي العشور ويُقدمُ الذَبائحَ, لَكِنَهُّ أعَلن أنهُ غَيرُ مُستحقٍ أن يَدخُلَ الرَّب تَحتَ سَقفِ بيتهِ. مُعظمُ الأشخاصِ يُفكّرونَ بطريقةٍ مختلفةِ ويُريدونَ الرَّب أن يَكونَ مَعهُم حَيثمَا يكونوا, لكن كَيفَ يَحدُث هَذا مَع مَن يَعيشُ في الخَطية؟

لا يَسْتطيع الَّذي يَسيرُ بعيداً عَنْ الرَّب أن يَرى أخطاءه؛ لَكِنَهُ يَرىَ أخطاء الآخرين, وإن كَان الأمرُ مُتوقفٌ عليهِ لاقتلعَ كُلّ هؤلاء الأشَخَاص مِن عَلى وجهِ الأرض. إلا أنه عِندمَا نَسيرُ مَع الرَّبِ فيُمكنُنا رؤيةَ أخطائنا والإعترافَ بِعدمِ إستحقاقنا, فمثلاً النّبي اشعياء عِندمَا رأى الرَّبَ الإله صَرخَ مُرتعِباً "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ"(أشعياء 5-1:6).

إنّ مَن يَرى نَفَسَهُ شَخصاً صَالحاً, بارّاً ومُستقيماً، يجبُ عَليهِ أن يَعرفَ الحقيقة, إنَهُ جِيلٌ طَاهِرٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَهُوَ لَمْ يَغْتَسِلْ مِنْ قَذَرِهِ( أمثال 12:30).لأنهُ عِندمَا يُشرقُ نورُ المَسيح فينَا نُدرِكُ كم كُنا أشراراً وفاسدين. لا يَوجَدُ أشَخَاص أفضَلُ مِنَا في هَذِهِ النُقطة, وَلكِن بِفضلِ نِعمَةُ الرَّبِ التي تَجعَلُنا نُقَدِرَ الآخرين.

كَان قَائدُ المئةِ رومَاني يَخَافُ الله, فَقدْ كَانَ يُصَلي, ويُعطي الأخَرينَ مما يَمْلك. لِذَلِك عِندمَا طَلبَ المُسَاعَدةَ مِنَ الرَّبِ يَسوع, أجَابَهُ فَوراً, وبِنَفسِهِ حلَّ لهُ مُشكلتهُ. فَاندهشَ بقَرارِ يَسوعَ وأظهَرَ أنَهُ مؤمِنٌ حقيقي. ومن يُرضي الرَّب, الرَّب يُرضِيه. والرَّب سَوفَ يُفاجئ الشَخَصَ الَّذي يَسْلكُ في نوره دائماً ويؤمِنُ بهِ من كُلِ القلب ويُبَارِكَهُ بَركةً عظيمةً جداً, تَجعَلهُ يَشعُر أنَهُ غَيرُ مُسْتحِقّ لهذه المُعَاملة مِن الرَّبِ.

كَثيرونَ هُم الَّذينَ صَلّوا وطَلبوا مِن الرَّبِ أن يَذهبَ مَعهُم لكي يُسَاعِدهُم في حلِّ مَشاكِلهم العَائلية, المَالية أو الصّحية أومشاكل أخرى. ولَكِنَ كَيفَ يَستجيبُ لَهُم الرَّب إذا كَانت عُيونَهُم تَنَظرُ إلى الخطيةِ وكذلِكَ أفكَارهُم لا تُفكرُ إلا بِمَا يؤذي، بَل أسَوأ مِن ذَلِكَ. هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعًا إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟(عاموس3:3).

أفضَلُ شَيئٍ في الحياةِ هوَ السَّيرُ مَعَ الرَّبِ, وأخنوخ الَّذي عَاشَ في الجيلِ السَّابع بَعَدَ آدمَ أثبت ذلك. فقد سَارَ مَعَ الرَّب, وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ (تكوين 24:5). إجتهد أخي بِنفسِ الطَريَقةِ لكي تُنَفِّدَ مَاتقولهُ كلمةُ الرَّبِ لكَ, ويُمكنُك أن تَشعُر بِذَلِك في أعماقِ قَلبِكَ. لا تَبيع نَفسكَ للخَطية ولا تَدَع الشَيطان يَسْرِق مِنكَ مُفَاجَآت كثيرة كَانَ يُمكن أن تَحصلَ عَليها مِن الرَّبِ.

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز