رسالة اليوم

16/10/2016 - لا تترك يد الرّب

-

-

بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ(اشعياء 2:59).

هل تعتقد أنّ يسوع يكونُ مَع الشَخصِ الذي لا يحترمُ أُسرته وأقاربه, ويسكن الشّيطان في قلبهِ؟ طبعاً لا. إنما نظنّ أحياناً أنه لا يشُعر بنا ولا يَهتمُ لِما نفعلهُ, لكن الحَقيقة إننا عِندمَا إرتكبنا الخطيئةَ الأولى ولم نَندم عَليها, تَركَ الرَّب المَسير معنّا.

دَفعَ الرَّب ثَمناً باهظاً لكي يُقيم العَهد الجَديد, وأرسلَ ابنهُ الوَحيد لِكي يَموتَ مِن أجلنا (يوحنا 16:3). حَتَى الرَّسول بولس استخدم هَذه العَبارةِ كثيراً في كِتاباتهِ. جَاء السَّيد المَسيح إلى الأرْض ليحمِل خَطايَانا وليُحرّرنا مِن إمبراطورية الظَلام ويَجعلنا عَبيداً للبرّ الإلهي (كورنثوس الأولى25-23:1). ويَجبُ أن نَتصرّف وفقاً لِهذا العَهْد. ولكن، حَتى بَعد أن قَبلنا رِسالةَ الخَلاص، نُجرَّب مِن الشيطان وأحياناً نَستسلمُ للخطيئة، وإلهنا يَتوقفُ عنْ المَسِير معنا. لِأنّه قدوسٌ، وهو لا يَستطيع الْسِّير مَع أولئكَ الَّذين قَدْ سَلموا أنفسهُم إلى العدوّ وليَسوا عَلى إستعداد للتوبة وأن يعيشوا بقداسة.

عَزيزي القارئ, إن كُنتَ قَدْ إرتكبت ذنباً ولم تَندم عَليه وقَلبك مُتعبٌ بِسببِ الشّعور بالإثم, فالرَّبُ لا يُمكنُ أن يَقف بِجَانبكَ لفترةٍ طويلةٍ. و الذَّنْب الَّذي فَعلته أسوأ مَايكون, فَهوَ يَقضي عَلى أحْلامك ويَجعل أيامك حَزينة ,ويَشطبُ اِسمَكَ من قَائمةِ قدّيسي السَّماء , ويَضعك في قائمة المَدعوين للجَحيم ( رومية 23:6). مَن الضّروري أن نَقولَ لا للجَسَد وكُلّ الأشياء المُخالفة لكَلمة الرَّب, العدوّ لا يُمكنهُ أن يَثني عَزيمتك في طَرفة عَين أو كُيفمَا شاء, ولكِنَهُ يبدأ بِنَسجِ خِيوطهُ حَولكَ ببطءٍ ويُقنعكَ أن تَفعلَ هَذا أو ذَاك. ثُمَ شيئاً فَشيئاً لنْ تَستطيع أن تَبتعد عَنهُ وتَصبح فَريسةً سهلةً لهُ. إن كَان هَذا مَا يَحصلُ لكَ يجبُ عَليكَ أن تَتوب حَالاً. لأن الله لا ينظُر إلاّ لخَاصتِهِ الَّذينَ يَتبعونَ كَلمتهُ.

الرَّب لا يَعمل في الطُرق المُلتوية! ويَومَ الدينونة لنْ يُنقِذَ من الجَحيم أولئك الذين كانوا عَبيداً لإبِليس بِسببِ الخطيةِ, وتُحذرُنا كَلمةَ الرَّبِ من أن نَكون عَبيداً لِذلك الَّذي نُطيعه, وربَما تَكون عَبداً لأكثر مِن شيئ (رومية 16:6). فإن سَمِعنَا للعدوّ ومَشينا معه للتّجربة، لن يُفيدنَا أن نَسأل الرَّب المَغفرة، لكن في هَذه الّلحظة يَجبُ أن نُظهر مَن هو أبانا القُدُّوس حَتى وإن كنا نَميلُ لِفعلِ الخطيةِ، يَجب أن نَستجيبَ لِكلمتهِ بالتوبة والرّجوع عن الشّر حالاً. (يعقوب 15-12:1).

يَسوع كَان واضحاً جداً عِندمَا قال إنهُ سَيُرسلُ الَّذينَ لا يَعرفهُم إلى العَذاب الأبدي (متى 23:7). لا يُمكن أن يُصبح أولئكَ الَّذينَ عَاشوا حَياتهُم في فَوضى ولم يَتوبوا أبناءً لله, وبالتالي فَإن الرَّب يَسوع لنْ يَعرفَهُم. هَذا اليومَ يومٌ لكَ مِنَ الرَّب لِتتصَالح مَعهُ وتتوبَ ولا تَدع الخطية تسكنُ قلبكَ مَرةً ثانية.

لو أنتَ مِن الرَّب وحَتى لو كُنت خَادماً للكلمة, وتَركتَ خَطية تُسيطر على حَياتك, فقَدْ حَانَت سَاعةُ إتِخاذ القرار الحَكيم, عِندمَا سَقطَ الابنُ الضَّال في الخَطية وعَادَ إلى بَيت أبيه قَال " يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ (لوقا (19-18:15. وإذا نَدِمَتَ ورجَعتَ الآن مِثلَ هَذا الابن, سَوفَ يَغفرُ لكَ الآب السَّمَاوي خَطَاياكَ أيضاً ( رسالة يوحنا الاولى 9:1).

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز