الربُّ ليس غيرُ مسؤولٍ عنك، وهو الذي يفعلُ كلَّ شيءٍ لتجنُّب وقوعك في قبضة العدوِّ مرَّة ثانية، بعد أن رحَّب بك في ملكوته. لقد قدَّم الخالق كلَّ العطايا والقوَّة التي تحتاجها لتنجح في إيمانك بالمسيح. إنَّ سعادته هي أن يراك بين يديه بحيث يستخدمك كما كان يسوع أثناء خدمته على الأرض. وبالتالي، من الأفضل ألا تخيِّب ظنَّه.

لقد أصدر القديرُ مرسوماً بشأن مشاركتك في خطَّته حتى لا تستعبدك إمبراطورية الظَّلام. في هذا كتب أشياء كثيرة يجب أن تعرفها. حسب قوله، لا تنقصك أيُّ عطية (1 كور7:1)؛ لذلك تستطيع مواجهة الهجمات الشِّريرة والتَّغلب عليها بقوَّة. ولكن إن كان فيك أيُّ عمل من أعمال الجحيم، فتخلَّص منه إلى الأبد.

من أهم الأشياء التي يجب أن تتعلَّمها هي أنّ القوَّة التي قدَّمها لك الله هي أسمى من أيِّ تجربة قد تأتي إليك أثناء رحلتك هنا على الأرض. لم ينتصر العدوُّ على إنسانٍ ذو شركة حقيقيَّة مع الربّ أبداً. هذه العلاقة ليست صوفيَّة أو عاطفيَّة، لكنَّها تحدث من خلال الكلمة الإلهيَّة التي فيها القوَّة السَّماوية (مز 25، 14).

حاوِل أن تفهم ما تستطيع قوَّتك أن تفعله عندما تتعرَّض لهجوم من الجحيم كي تتمكَّن من استخدام القوَّة التي أُعطِيت لك. بفعلك هذا لن تخجلَ ولا تُهزم! أيُّها الإخوة الأعزَّاء، ما تتعلَّمونه من الكلمة ذو أهميَّة كبيرة لكم؛ لذلك، اجتهِد كي تفهم كيفيَّة تنفيذ عمل الله حتى تدرك مدى قدرتك على القيام بما أمركَ به الآب. إيمانك هو قوَّتك!

علَّم يسوعُ أنَّ المؤمن يحصل على كلِّ ما يطلبه (متى7, 8). فاطلب من الله أن يكشف لك ما خطَّطه لحياتِك بالفعل، ثمَّ لا تدع أيَّ شكٍّ يدخل إلى قلبك. بغضِّ النَّظر عن الظُّروف، ثِقْ دائماً أنَّ الله لن يجعلك تفهم شيئًا لا علاقة لك به. ما كشفه لكَ هو لك. لذلك، اجعله بعزمٍ حقيقة في حياتك!

أنت قادرٌ على إنجاز مهمَّتك من خلال القوَّة الممنوحة لك. حدث الشَّيء نفسه لجدعون الذي سَمِع النَّبي يتحدَّث عمَّا جعل الإسرائيليين لا يملكون القوَّة الإلهية التي تعمل من أجلهم، قرَّر أن يعلِّم هؤلاء الناس (المديانيين) درسًا. لذلك، ثبتَ فيما قاله الربُّ له وذهبَ للهجوم. وبينما كان يتبع التَّعليمات الإلهيَّة، خلَّص جدعون شعبَه (قضاة 6-9).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز