في الفصل الرَّابع من رسالته إلى أهل كولوسي، يخبرهم بولسُ عن أبفراس، الشَّخص الذي عرّفه بأنه عبدٌ للمسيح. من المهم أن يقوم شخصٌ ما يستخدمه الله بتقييم عملك في الربِّ ويعرفك كخادمٍ له. إنَّ من يخدم الخالق بطريقة كتابية- ولا نستطيع إلَّا أن نخدم العليَّ في الخضوع لكلمتِه- يجلب لحياته نعمةً عظيمةً.
من الأمور التي لفتت انتباه الرَّسول بولس أنَّ أبفراس كان يجاهد دائماً من أجل إخوة كولوسي في الصَّلاة. تعلن الأسفارُ المقدَّسة أنَّ من ينسى أحداً من أخوته فهو أسوأ من غير المؤمنين (1 تيموثاوس8:5). من الجيِّد أن نفعل شيئًا لصالح شعبنا. وبالتالي يمكننا أن نردِّد نفس الوعد الذي قدَّمه بولس للسَّجان في فيلبي، عندما قال له: آمِن بالربِّ يسوع المسيح، فتخلص أنت وأهل بيتك (أعمال الرسل 31.16).
أمرٌ آخر قاله الرَّسول بولس عن أبفراس أنَّه لم يقاتل من أجل أمورٍ غير يقينيَّة. كان لدى صديق بولس هدفٌ في ذهنه وهو يجاهد من أجل شعبه في الصَّلاة. أراد ألَّا يخسر إخوته وأخواته شيئًا وأن ينتصروا. على من يرغب في أن يبارك شعبه أن يفعل الشَّيء نفسه، بدلاً من مجرَّد الطَّلب، طوال الوقت، فقط ليبارك الله شعبه. انتبه لحقيقة أنَّ التَّحديد في الصَّلاة يساعد كثيرًا.
كانت إحدى الرَّغبات التي دفعت أبفراس للصَّلاة هي المحافظة على ثباتهم. لن ينال أحدٌ النَّصر في العالم الرُّوحي إذا لم يكن حازمًا. لا يُمكننا أن نكون بجانب شعبنا في كلِّ وقت. لذلك من الضَّروري أن يكونوا راسخين في الإيمان، وأن يكونوا مطمئنِّين إلى حقوقهم في المسيح، ولديهم خبرة في استخدام سلطتهِ- التي تُمنح لجميع الذين يؤمنون بيسوع- على قوى مملكة الظلمة (لو19:10).

بالنِّسبة لأبفراس، يجب أن يبقى أهل كولوسي كاملين. كون المرء لا يتزعزع هو شرطٌ أساسيٌّ لمن لا يريد أن ينخدع بالشِّرير. أولئك الذين ليسوا كاملين في الإيمان مدفوعين بعقائد مختلفة، التي في مُعظم الأحيان، من أصلٍ شيطاني. يستخدم الشَّيطان الأشرار- الأشخاص الذين لا يحيون لله- ليخبرونا أنَّ مثل هذه الأمور غير صحيحة. أولئك الذين يحفظون أنفسهم في الكمال لا يتعثَّرون أبدًا.
في النِّهاية، كانت طِلبة أبفراس من الله، هي أن يجاهدوا حقا في الصَّلاة، ليكون أهل كولوسي مطمئنين تمامًا في كلِّ مشيئة الله. إذا أجرينا استطلاعًا اليوم بين المخلّصين، فسنرى أنَّ معظمهم غير ضامنين لحقوقهم في المسيح. هذا ليس جيدًا، لأنَّ هؤلاء الأشخاص يمكن أن يخدعهم العدوُّ بسهولةٍ. لذلك، أصلِّي نفس الصَّلاة التي قدَّمها أبفراس من أجلِك، عزيزي القارئ!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز