رسالة اليوم

10/04/2021 - المَصير الحَزين للغرور

-

-

الغرورُ هو صيحةُ قلبٍ متمرِّدٍ يتعارض مع المجد الذي يُعطى للربِّ. لا يدرك الباطل أنَّ ما هو عليه وما لديه وما يُمكنه فعلهُ آتٍ من الله. إنَّ الشَّياطين التي تقود هذا الشَّخص تقفز بفرحٍ، لأنَّه سيُضطَهد وينكسِر في الحُكم. وهكذا بدلاً من أن يتحرَّر من المشاكل، ستكون صلاته دون استجابةٍ، وسيغادر المعركة محطَّماً تماماً.
على الرُّغم من أنَّ إفرايم كان أحد أسباط إسرائيل، لكنَّ اسمه استُخدم مرَّات عديدة لتمثيل الأمة بأكملِها. ازدهر الإسرائيليون، وهو أمرٌ طبيعي، لأنَّهم كانوا في الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً (يشوع 21، 43). لكن بدلاً من تقديم المجد لله القدير لأنَّه منحهم الكثير من البركات، فقد تصرَّفوا بنُكران الجميل، وتركوا العليَّ واستسلموا لممارسات الأمم الأخرى، لفعل الشَّر الذي حرَّمه الله.
التاريخ يُعيد نفسَه عبر جميع الأجيال. هناك العديدُ من العائلات التي وصلت إليها كلمة الله، ولكن بعد حصولهم على السَّلام والازدهار والأمن، سمَحوا لأنفسِهم بأن ينغمِسوا في التَّجربة التي واجهتم صدفة. في كثيرٍ من الأحيان، يظلُّ الوالدان راسخين في الإيمان، لكنَّ الأبناء والبنات يَضِلُّون تمامًا. وهكذا يهاجمهم الشَّيطان بأمراضٍ وكوارث وكلَّ أنواع الآلام.
لماذا يحدث هذا؟ بسبب الغرور! الآن، من يقع في أيِّ تجربة، في أيِّ مجال أو مستوى، سيرى أنَّ عمله يشبه صفع وجه المسيح. لقد دفع يسوع ثمناً باهظاً لفدائِنا الأبدي وحرَّيتنا الكاملة من مملكة الشَّر. ولكنَّ الذين لا يحترسون ولا يحبُّون الربَّ كما ينبغي، يعودون إلى عبوديتهم بآلام كثيرة.

من الضَّروري أن تكون متيقظًا داخل المنزل، فقد يكون أعداؤنا أفرادًا من عائلتنا. قد يكونوا أشخاصًا، في نظر البشر، لن يؤذونا أبدًا (متى٣٦:١٠). حتى أنَّ البعض سيكونون قادرين على التَّبرع لنا بأحد أعضاء أجسادهم إذا لزم الأمر. ولكن بما أنَّهم لم يختبروا الولادة الجديدة، إن كانوا متديِّنين أم لا، فإنَّهم يقدِّمون لنا النَّصائح، إذا قبلناها، سنكون في أيدي الشَّيطان.

لم يحذر شعب أفرايم. وهكذا استحوذ الغرور على قلوبهم مرَّة أخرى. لم يصدِّقوا أنَّهم عندما يخوضون حربًا ضدَّ أعدائهم، فسوف يتعرَّضون للقمع والتَّمزق. لكن هذا ما حدث بالضَّبط. إذا سمحتَ للغرور بالسَّيطرة عليك، فقد يحدث نفس الشَّيء في حياتك.

لا بدَّ أنَّ الكثيرين قد ضحِكوا على هوشع، لكن عندما أخذهم الآشوريون إلى السَّبي، تذكروا تحذير النَّبي. ولكن بعد فوات الأوان، لأنَّ الحكم قد حدث بالفعل، ولم يعودوا أمة مرَّة أخرى.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز