رسالة اليوم

04/04/2021 - موقف خادم الشَّيطان

-

-

تمتّع يهوذا الإسخريوطي بامتياز السَّير جنبًا إلى جنبٍ مع يسوع وحتى أن يكون تلميذاً له، لكنَّه فضَّل أن يكون خادماً للشيطان. سارَ بالقربِ من الربِّ ولكن ليس مع الربِّ. لهذا أصبح خائناً. هناك الكثيرُون ممَّن يَظهرون على أنَّهم رجالُ الله، ويتحدَّثون مثل خدَّام العليِّ. ولكنَّ أعمالهم تُثبِت أنَّهم خدَّام الشِّرير بالحقيقة، وقد يفاجئوننا يومًا ما بمواقف غريبة.

خدَّام الله معروفون بمخافتِهم له (أمثال١٠:٩ أ). في الواقع، الطريقة التي يتكلَّم بها الإنسان تُظهر ما إذا كان الفرد يخدم الربَّ أم لا. حتى في الطريقة التي يَسير بها الإنسان ويَنظر إليها، هناك فرقٌ بين القدِّيس والخاطئ، الذي له الرُّوح القدس والآخر الذي بدون النِّعمة الإلهيَّة. إنَّ ما يُميِّز بين المخلّصين والضَّالين هو شهادة الله القدير، لأنَّنا كما نراها أو نستمِع إليها، نشعر إذا كان الشَّخص ابنًا أو ابنة لأبينا أم لا.

ولمَّا كانَ الأمرُ كذلك، فمن غير المعقول تقريبًا أنَّ يسوع اختارَ لِصًّا ليكون أمينَ صندوقِه، ولكن هذا ما حدث (يو٦:١٢). قد يقولُ البعضُ إنَّه لم يبدأ في السَّرقة إلَّا بعد أن عُهِد إليه بخزينة الخِدمة. ولكن لا يهم إذا كان الأمرُ كذلك أم لا. عرَفهم يسوعُ جميعًا وعرفَ ما كان في قلبِ يهوذا. ولكن لماذا لم يعترف يهوذا بضعفهِ وطلب المساعدة؟ الآن، من الواضح أنَّه لم يتصرَّف مثل رجلٍ نبيلٍ في حضور السَّيد.

لا فائدة من التفكير في أشياء لن نعرفَها أبدًا، ولكن سيكون هناك يومٌ يتمُّ فيه الرَّد على جميع أسئلتِنا. هل كان يهوذا هو آخر لصٍّ في الكنيسة؟ من الواضِح أنَّ الاجابة لا. لقد وجد العدوُّ، في كلِّ العصور، أناسًا ضعفاء لا يتحمَّلون حتى أصغر الإغراءات. عاجلاً أم آجلاً، أصبحوا جميعًا "زملاء" يهوذا، أو أصدقاء الملك هيرودس، الذي نام مع زوجةِ أخيه (مرقس 6.16-18).

نحن بحاجةٍ إلى مسحتهِ لتعليم كلمة الله، لأنَّها إذا كانت لدينا، فسوف يتحوَّل الكثيرون. يجب على جميع المسيحيين أن يحذروا من الوقوع في الزِّنا أو السَّرقة أو أيِّ خطيئة أخرى. كُنْ حذراً حتى لا يقود مثالك أحداً إلى طاعة الشَّيطان، إن حدث ذلك فأنت مسؤولٌ عنه. حذَّر يسوع من أنَّ أشخاصًا قد يدفعون شريكهم لارتكاب الزِّنا (متى 5، 32). إنَّ الحماية هي في احترام كلمة الربِّ.

علاوةً على ذلك؟ أولئك الذين يضايقون الشَّخص الذي يطيع لمسة العليِّ، كما فعل يهوذا مع مريم، لا يتمتَّعون بالحضور الإلهي. قد يُستخدم خادم الله لتحذير الذين هم في الخطيئة، لكنَّه لن يحذِّر أبدًا أولئك الذين يطيعون الرُّوح القدس. بالنِّهاية، إنَّ الذين يُرشِدهم الآبُ يتكلَّمون بكلماته، ومواقفنا تثبت من هو سيِّدنا.

كان يهوذا في اتجاه الانحدار. بعد ذلك بقليلٍ، قبِل المال من الفرِّيسيين لتسليم يسوع. وهذا دليلٌ على تذوّقه لِما قدَّمه له الشَّيطان. أولئك الذين يُطيعون الشِّرير يشاهدون الأفلام الفاسدة، ويطمعون في غير زوجاتهم، ويعيشون في تخيُّلات جنسية، ينجذبون إلى الرَّفاهية.. الخ. لذلك اهربوا من الإغراءات واخدموا الربَّ.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز