رسالة اليوم

02/04/2021 - لمجدِ الله

-

-

لَوْلاَ أَنَّ إِلهَ أَبِي إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ إِسْحَاقَ كَانَ مَعِي، لَكُنْتَ الآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغًا. مَشَقَّتِي وَتَعَبَ يَدَيَّ قَدْ نَظَرَ اللهُ، فَوَبَّخَكَ الْبَارِحَةَ». (تكوين42:31)

غضِبَ يعقوبُ من موقف حَميهِ، وأخبرَه أنَّه الشَّخص الذي لن يسمحَ لأحدٍ أن يتعامل معه بظلمٍ. إيمانُنا بالله هو أعظمُ عونٍ يُمكن أن نحصلَ عليه في حياتِنا، لأنَّ الربَّ يُدافع عن الَّذين يؤمنون به، ويساعدهم في أوقاتِ احتياجِهم ويجعلهم يزدهرون. لذلك أولئك الذين يجعلون القديرَ حصنَهم سينتصرون في كلِّ شيءٍ، والذين لا يثقون به بالكامِل سيرون أنَّ قرارهم لم يَكنْ حكيماً.

عرفَ يعقوبُ الربَّ على أنَّه إلهٌ لجدِّه إبراهيم. الإيمانُ الذي كان لأبو العبرانيين بالخالقِ ساعدَه مرَّاتٍ عديدة. إيمانُ إبراهيم، على سبيلِ المثال، جعلَ فِرعون يتعرَّض لتوبيخ العليِّ لأنَّه اتَّخذ سارة زوجةً له. حدثَ الأمرُ نفسَه عندما حاولَ أبيمالك، ملكُ جرار، أن يفعلَ الشَّيء نفسَه مع سارة. وقد تعرَّض لتهديداتٍ شديدة كي يردَّها سليمة. وإلَّا سيكون ميتاً.

مُنِع إسحق من النُّزول إلى مِصر، وبسببِ طاعته نالَ البركة. أمرٌ هامٌّ أن يتعلَّم أطفالُنا- الطبيعيُّون أو الرُّوحيُّون- أيضًا احترام الأوامر الإلهيَّة. ذكرَ يعقوبُ خوفَ إسحاق، مُظهراً احترام والده لله، ممَّا جعله يثقُ بهِ بالكامِل. وبسببِ هذا الموقف وبَّخ القديرُ لابان في اللَّيلة السَّابقة.

أكَّد يعقوبُ أنَّ الله القديرَ قد استجابَ لصلاتِه بشأنِ بَلواه. الآن، لمدَّة 20 عامًا، خدمَ والد زوجته- 14 عامًا بابنتيهِ و6 بالقطيع. لقد تألَّم بصمتٍ، عارفاً أنَّ ذلك الوقت كان بتدبير القديرِ، وكان جزءًا من تدريبه حتى يتمكَّن من تقديم نفسِه لله كخادمٍ مُزكّى. ثمَّ جاء اليوم الذي أخبره فيه الربُّ أنَّ وقت معاناته قد انتهى وأنَّه يجب أن يعودَ إلى أقاربهِ.

عندما وصَفَ ظروفَ عملِه خلال عقدين من خدمته للابان، قالَ يعقوبُ إنَّه عانى الحرَّ أثناء النَّهار والصَّقيع في اللَّيل. لم ينَمْ سوى القليل، لأنَّ تفانيهِ كان مستمرًّا. هذا يدلُّ على أنَّنا نؤخذ -في كثيرٍ من الأحيان- للمعاناة الشَّديدة، لكي يتمَّ صقلنا في النَّار. إذا لم يكنْ الأمرُ كذلك، لكنَّا قد ضَللنا في أشياءٍ أخرى في هذه الحياة، وكنَّا بِلا منفعة إذا أرادَ الربُّ استخدامنا.

أولئك الَّذين يستخدمهم الله لديهم تاريخٌ من الصُّعوبات المختلفة. ولكنَّ ذلك لا يخفى عن عيني الآب، ولا حتى التَّغيير في مرتَّبنا، كما حدث مع يعقوب عشرَ مرَّات. حتى لو كان هناك أشخاصٌ يعتقدون أنَّهم يستخدموننا كعبيدٍ، فإنَّ العليَّ هو الذي يضَعُنا في مواقفٍ محدَّدة كجزءٍ من تدريبِنا. يحدثُ هذا ليعدَّنا كي نفعلَ شيئًا أعظمَ يوماً ما، لمجدِ الله.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز