رسالة اليوم

01/04/2021 - الصَّلاة التي يقبلها الله

-

-

صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ. فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ، وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ. (تكوين10:32)


من أكثر الأشياء التي تؤثر علينا هو الافتراض بأنَّنا مختارون لأنَّنا أفضلُ من الآخرين ونستحقُّ النِّعمة الإلهيَّة. كانت آية اليوم جزءًا من صلاة يعقوب التي قام بها لينال بركة الربَّ. الغطرسة والتواضع الزَّائف لا يفصلاننا إلَّا عن الله. عندما نتلقَّى وحيًا من العليِّ، يجب أن نتمسَّك به ونرفض أيَّ شعورٍ آخر- لأنَّ هذا فعل تواضع.

تعلَّم يعقوبُ، رئيسُ أسباط إسرائيل الاثني عشر، التَّحدث إلى الله. كان والداه يخافان الربَّ، وكان جدُّه إبراهيم ناجحًا في مسيرتهِ لأنَّه وثِق فيمن دعاه لمغادرة أرضِه والذَّهاب إلى أرضٍ سيريه إيَّاها الربُّ. ولأنَّه تعلَّم من أسلافِه، عرفَ كيف يُصلِّي ويملك. أدركَ يعقوبُ أنَّ الربَّ وحدهُ هو القادر على تهدئة الغضبِ الذي سادَ قلبَ أخيه، لذلك كان قادرًا على أن يكون ناجحًا.

بدأ رئيسُ الآباء بالصَّلاة قائلاً أنَّ الربَّ هو إلهُ أبيهِ إبراهيم (آية ٩). بهذه الكلمات، وضعَ نفسَه كجزءٍ من العَهد الذي اتَّخذه الخالقُ مع جدِّه. وبالتَّالي حصلَ على حقوقٍ لا يُمكن إنكارُها. هذه هي الطريقة التي يجب أن ندخل بها إلى المحضرِ الإلهي، لأنَّ بركات إبراهيم قد وصَلت إلينا بيسوع. أمام هذه الفرضيَّة، لا توجد طلباتٌ يُمكن رفضها، إذا تمَّ تقديمها بالطريقة الصَّحيحة.

طالبَ يعقوبُ الربَّ في صلاتهِ بما وعده مسبقاً، عندما أمرَه بالعودةِ إلى أرضهِ وشعبِه، وأنَّه سوفَ يُحسِن إليه (تك9:32). لا تحتقر شيئاً تسمعه من الله. لأنَّك عندما تطيعه وتجد نفسَك في مأزقٍ، ستكون قادرًا على الصَّلاة بثقةٍ، مطالباً الآبَ السَّماوي أن يتذكر كلماته، وسيفي بما وعدك به.

اعتبر خادمُ الربِّ نفسَه أنَّه لا يستحقُّ كلَّ الرَّحمة التي أعطاه الربُّ إيَّاها. تحدَّث يعقوبُ عن الأمانةِ التي أظهرَها له القدير، متذكِّرًا أنه عبَرَ الأردن بعصاه فقط، وأنه قد أصبحَ جيشين. من الجيِّد أن تكون شاكراً وأن تعبِّر عن امتنانك في الصَّلاة، لأنَّ هذا الفعل يجعل الآبَ يرى أنك لا تنسى الإحسان الذي يمنحه لك.

لم يشكر يعقوبُ الله فقط لأنَّه أراد المزيد. بل لأنَّه علِمَ بخطرِ لقاءِ أخيهِ عيسو وخافَ منه. كما ذكر وعدًا عظيمًا آخر ناله من الربِّ، وهو أن يصنع له الخير، ليعطيهِ ميراثًا أكثرَ من رمل البحر. لهذا السَّبب، استُجيبَت صلاة يعقوب. آمِن: أنَّ الذين يتبعون تعليمات الله سوف تُستجابُ طِلباتهم أيضًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز