رسالة اليوم

31/03/2021 - مَرَاحِمُكَ الأُوَلُ يَا رَبُّ

-

-

أَيْنَ مَرَاحِمُكَ الأُوَلُ يَا رَبُّ، الَّتِي حَلَفْتَ بِهَا لِدَاوُدَ بِأَمَانَتِكَ؟ (49:89)

سألَ كاتبُ المزامير الربَّ عن لطفِ محبَّتهِ التي أظهرها بقسمٍ لداود. عندما وضعَ الله هذا في كتابه المقدَّس، كان يخبرنا أنَّ هذه الأشياء تخصُّنا وأنه لم ينساها. كلَّما احتجتَ ذلك، اصرخ للربِّ من أجل الحصول على هذه البركات، لأنَّ الخالق يستمتع بالعطاء. عرفَ العليُّ أيَّ نوعٍ من الناس كان يختارهم عندما أحضرَهم إلى ملكوتِه. لهذا السَّبب، لن يتجنَّب الآبُ تقديم مراحمه الأولى.

عرفَ داودُ كيف يستمع إلى الربِّ. وهذا ما جعله الملك الأهم في إسرائيل، إلى جانب ضمان حماية حدود بلاده، وإعانات الدُّول المجاورة. كما استُخدم ككاتبٍ لمعظم المزامير. من يقرأ كلماته يصل إلى استنتاجٍ مفاده أنَّه كان نبيًا من عند الربِّ أيضاً. لذلك تلقَّى داود من الله نفسه إعلانًا أنه رجلاً حسبَ قلبه (أع 13، 22).

أمرٌ جيِّد أن تعرف أنَّه يمكن لأيِّ شخصٍ أن يتبع المثال الذي تركه ابن يسَّى، وأن يُنجز بإيمان وتصميم كلَّ ما رسَمه الربُّ له أو لها. في كلِّ جيلٍ، يرفع العليُّ أولئك الذين يجب أن يُنجزوا عمله، والذين يفعلون ذلك بأيدٍ نظيفة، سيرون حقًا أنه أبٌ يهتمُّ بالذين يخدمونه بالرُّوح والحقّ (يو٢٣:٤).

إنَّ لطف الربِّ الأوّل ملكٌ لكم اليوم، لأنَّ ذلك كان لداود في أيَّامه. أولئك الذين يخدمونه من كلِّ قلوبهم سيَرون أنَّه لا يوجد محاباة في قلب الله. كلُّ الذين تمَّ قبولهم في ملكوت الله اهتدوا ووُلدوا من جديد، وتمكَّنوا من التَّمتع بصلاح الربِّ. لذلك كلَّما طالبوا بفعل الحقِّ باسم المسيح، فإنَّهم يُرضون الله.

إنَّ الشَّيء الجميل في هذه الكتابة المقدَّسة هو أنَّ لطفَ الله قد أُعطي لداود. أقسم الربُّ لداود بالحقّ، حتى لا يكون لديه أدنى شكّ في هذا الوعد. يتمُّ فعل نفس الشَّيء لجميع الذين يتلقَّون كلمة من الربّ. هذا يدلُّ على أنَّ العليَّ يريد أن يكون لنا إيمانٌ كاملٌ عندما نسأل من أجل ما يخصّنا. إذا كنتَ قد استنرتَ بأيِّ وحي كتابي، فاسأل الله من أجل تحقيقهِ.

إذا شعرتَ يومًا ما بأنَّك مدينٌ لله، فلا تخف من دخول محضرهِ، لأنَّه عرفَ كلَّ شيء عنك عندما دعاك للانتماء إليه. وهكذا فإنَّ لطفَ المحبَّة التي أقسم بها الربُّ لداود ستكون بمثابة ضمانٍ لك حتى تحصل أنت أيضًا على نعمةٍ إلهيَّة. حتى لو شعرتَ أنَّك لستَ مستحقًا، فإنَّ الله القدير سيحترم ما قاله عن حياتك ولن يتخلَّى عنك أبدًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز