رسالة اليوم

27/03/2021 - كيف يفتقده العالم

-

-

فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُل وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ (متى30:15)

هرعَ النَّاسُ إلى يسوع وكانوا يُسرعون إليه في أيَّام تجسُّدِه. ولم يَعُد أحدٌ خالي الوفاض عندما ذهبوا إلى الربِّ. بلا شكّ نحتاج لوجود رجال الله في وسطِنا. ولكنَّ الذين يؤمنون بالمسيح يُثبِتون إيمانهم عندما يفعلون نفسَ الشَّيء الذي فعله الربُّ عندما كان بيننا. فالسَّيد هو الذي أمَرَنا بأن نكون سلفاً له (لوقا 22، 28-30). على ما يبدو أنَّ العالم فقدَ الكثير عندما عاد إلى الآبِ، لكنَّه لم يقل هذا.

لماذا نقولُ الكثيرَ عن يسوع، ولا نستطيع تحقيق الأعمال الإلهيَّة نفسَها التي كانت في أيَّامه؟ هل تغيَّر الربُّ أو ربما لم نؤمن به ولم نُطِع ما أمَرَنا به؟ الحقيقة هي أنَّ الذين يتألَّمون يُترَكون لمصيرهم، ولكن عندما يقرِّر شخصٌ ما طاعة الربِّ ويكرِّس نفسه ليطلبه، فإنَّه يظهر أمامه، ثمَّ تبدأ المعجزات في الحدوث مرَّة أخرى.

إذا كنتَ تريد أن تُستَخدم في الأعمال الإلهيَّة، فاطلب الربَّ من خلال كلمته للقيام بذلك، من الواضح أنَّه يجب أن تكون لديك حياة صلاة وصَوم، بالإضافة إلى الثقة لتكون أداة في يدِ العليِّ بنفس الطريقة مثل إخوتنا في الكنيسة الأولى.

يُعلن سفرُ أعمال الرُّسل أنَّ خدَّام الربِّ صلُّوا حتى اهتزَّت الأرض (أع 16، 25، 26)، وعند مواجهة تجاربٍ عظيمة، لم يستسلِموا حتى وجدوا استجابة لطِلباتهم. هذا ما سيجعل المُعجزات التي ظهرت في زمن الرُّسل تتكرَّر في أيامنا هذه.

عندما تلاحظ أنَّ نفسَ القوَّة الممنوحة لابن الله تعمل فينا الآن، فإنَّ النَّاس سوف يجلبون لك المتألمين كي يتمَّ شفاؤهم. ولكن عندما يصارع هؤلاء النَّاس من أجل التَّحرر من الخطيئة، وللقيام بعمل الله، وتحقيق أحلامِهم، فلن يحدثَ شيءٌ إذا لم يقبلوا ذلك بالإيمان. عندما تكون الأولويَّة هي البحث عن القوَّة الإلهيَّة والتأثر بوحي كلمة الله، سيعرف هؤلاء الناس ما هو الموقف الذي يجب عليهم اتِّخاذه.

إنَّه لأمرٌ مثيرٌ للإعجاب ما يُمكن أن يفعله الإيمانُ الحقيقي بالله للنَّاس. عندما يعلمون أنَّ الرُّوح القدس قد استخدم كارزًا، فإنَّهم يأتون من كلِّ مكان طالبًين البركة، حاملين المتألمين. عندما يقرِّرُ شخصٌ ما أن يطلب الله العليَّ، فإنَّه يتأثَّر باليقين الذي أعطاه الله أنه قادر على إنقاذ كلِّ من يعذِّبهم الشَّيطان.

لم يُحبِط يسوعُ آمال أيِّ شخصٍ أتى بالمرضى إليه. بصبرٍ، عالماً أنَّ الآب لن يَخذله، قرَّر السَّيد، كخادمٍ، أمامَ العليِّ أن تتركهم معاناتهم، حتى يتحرَّر هؤلاء النَّاس من مشاكِلهم.

يجب على الذين دُعوا للانتماء إلى الربِّ أن يتصرَّفوا بنفس الطريقة، لأنَّ النَّاس يتوقَّعون مثل هذا الموقف من الذين يسمُّون أنفسهم خدَّام الله.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز