قوة الإيمان

اختارت البشرية طريقَ المعاناة، رغم أنَّها ترغب في الشِّفاء. بدلاً من طلب خالقها، تحاولُ العثور على ثغرةٍ كاذبة أو مخادعة لتكون قادرة على القول إنَّ الله كاذبٌ، وأنَّه غير موجود، وأنَّه ليس كما يقول. لماذا؟ ألم يثبت بالفعل أنَّ الربَّ صالحٌ والشَّيطان كاذبٌ ولا يجب ازدراء كلمة الله؟

جاء يسوعُ ليبيِّن لنا ما يمكن أن يفعله مجدُ الآب لصالحِ الإنسان. لقد أعطانا أمثلة رائعة على تدخِّل الربِّ في عالَمنا، وإحدى تعاليمه كانت أنَّه إذا آمنَّا، سنرى مجدَ الله (يو40:11). ولكن كيف يُمكن لشخصٍ أن يؤمن إذا كان يطلب المجدَ لغير الله؟ من الضَّروري أن نغلق البابَ أمام مقترحاتِ هذا العالم ونؤمن بما يخبرنا به العليُّ.

هناك بعضُ الحُكماء المتديِّنين الذين لم يُولدوا ثانية، ولم يُعطواَ الشُّروط لفهم الوحي الإلهيّ. هؤلاء النَّاس يعيشون على حافة خطة الله الأبدية. إنَّهم ينشئون قواعد لا علاقة لها بالحقِّ، ويبتكرون قصصاً من نتاج عقولٍ غير متجدِّدة، ويضعون أعباء ثقيلة على النَّاس ليحمِلوها (متى23: 2-4). من خلال فعل ذلك، لا يحقِّق هؤلاء الأشخاص شيئًا على الإطلاق.

هناك أيضًا الغرور، الذي يدفع بعضَ النَّاس إلى إنفاق مبالغ كبيرة من المال على المجوهرات وغيرها من السِّلع، ولا يستثمِرون سِوى القليل في خلاص النُّفوس وفي الكَنز الذي يدوم إلى الأبد (متى6: 19-21). في كثيرٍ من الأحيان، يُنفق هؤلاء الأشخاص في الطعام الجيِّد أكثر ممَّا يُنفقونه فيما يقدِّمونه لبيت الله. يجعل الغرورُ النَّاسَ يبحثون عن علاقات حبٍّ جديدة، رُغم أنَّهم يعرفون أنَّ الزِّنا سيقودهم إلى العذاب الأبدي.

إذا أردتَ أن تنتصرَ، افعل ما يقوله الكتاب المقدَّس. اهربْ من الخطيئة والتَّجارب، وعِشْ مغامرة إطاعة الكتاب المقدَّس. تصرَّف بإيمان ويقين وثقة كاملة في كلمة الربِّ. إذا قمتَ بذلك، ستُلاحظ أنَّ قوَّتك في الله ستزداد بسرعة، وستكون قادرًا على القيام بنفسِ الأعمال التي قام بها يسوعُ، وأنَّ ما تسبَّب لك بالخوف لم يعد يُزعجك بعد الآن.

الكذبُ هو إنكارٌ للحقِّ. كلَّما استقرَّ على معاناةٍ أو ضعفٍ أخلاقي، معتقداً أنَّه لا يوجد مخرجٌ آخر، فأنتَ تكذب وتتودَّد لهذه الأكاذيب وتفعل إرادة أعظم الكاذبين. قالَ يسوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يو11، 25). لذلك، تحلَّى بالفطرة السَّليمة، اثبتْ بقدرتك على الإيمان، وقُمْ بوضع حدٍّ لكلِّ عمليات مملكة الظَّلام في حياتك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز