رسالة اليوم

21/03/2021 - الخِدمة العُظمى

-

-

أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. (2كورنثوس19:5)


بغضِّ النَّظر عن نشاطِك اليومي، يجب أن تكون مهمَّتك الأكبر هي خدمة المُصالحة. لذلك ادرس ما تعنيه هذه الكلمة، لئلَّا تقلِّد الأشخاص المتديِّنين، الذين غالبًا ما يُرسلون إلى الجحيم أولئك الذين لا يتبعون "عقائدَهم" بسبب حماسِهم المُطلق وبدون أسسٍ الكتاب المقدَّس. بالنِّسبة لكيفية تصرُّفهم، يجب أن يُجمَعوا معاً.

فعلُ المُصالحة هو أن تحمل الشَّخص المجروح ليغفر للمذنِب. هذا ما يجب علينا فِعله. ليس هناك شكٌّ في أنَّ الجاني يجب أن يُعامل بحذرٍ، لأنَّ الكبرياء البشري لا يسمح له بملاحظة أنَّه مُخطئ، وأنَّه فعلَ ما هو غير حسَن، ولهذا عليه أن يَطلب المَغفرة. إذا طارد شخصٌ ما إنساناً آخر كان قد ارتكب الخطأ معه وأساء إليهِ، فمن المُحتمل أن يتمرَّد ضدَّ هذا الشَّخص.

الشَّخص الذي يجلب المُصالحة، يجب أن يكون فردًا يستخدم الحكمة، ويعرف كيفيَّة التَّعامل مع الذين أخطأوا، ويحاول فتح بصيرتهم ليروا أنَّ أفعالهم ليست جيِّدة. ثمَّ يجب عليه أن يُظهر لهم أن من أساءوا إليه مستعدٌّ لاستعادة الصَّداقة، والعودة إلى العلاقة الودّية مع ذلك الشَّخص. عندما يتحقَّق هذا الإقناع، سيكون من السَّهل الجمع بينهما من أجل المُصالحة. هذا هو الموقف الذي يجب أن نتحلَّى به مع الضَّالين.

لدينا حججٌ أفضل، لأنَّ الحقيقة هي أنه إذا لم يكن الشَّخص قد تصالحَ مع الله، فلن يشتركَ في محبَّة الآب الحقيقي، ونتيجةً لذلك، لن تتمَّ حمايته من هجماتِ الشَّر؛ في النِّهاية، عندما يأتي الموتُ، سيُرسلون إلى بحيرة النَّار (رؤ 21: 8)، حيث يبقون إلى الأبد. إنَّ حزن الذين لا يتصالحون مع الله سوف يستمرُّ إلى الأبد. لكن إذا تمكَّنا من إظهار ذلك بحكمة، فلن يكون هناك من يقاوم العودة إلى الله.

الإنجيلُ ليس دينًا يحاربُ الأديان الأخرى من أجل نفس الخاطئ. إنَّه حقًا الأخبار السَّارة التي يحتاج الجميعُ لسماع ما تمَّ إعداده لهم بالفعل. أولئك الذين يستمعون إلى ما يقوله الربُّ سوف يُنقَذون من مملكة الشَّر وينتقلون إلى ملكوت يسوع (كولوسي١٣:١)؛ وبذلك ستُلقى خطاياهم في أعماق البحار (ميخا١٩:٧). بمجرَّد أن يَخلصوا، فإنَّهم يتحرَّرون من اضطهاد الشَّيطان.

لا تحاول أن تجادل حول الدِّيانة ولا يجب أن تتحدَّث بالسُّوء عن سلوك أيِّ شخص. ولكن بالسَّلام والمحبَّة ومسحة الله، اقترب من الذين لا يعرفون محبَّة المسيح بعد وأظهِر لهم أنَّ الله مستعدٌّ لاستقبالهم ليجعلهم فائزين. وضِّح أنَّهم إذا اتَّخذوا قرارًا لخدمة الربِّ من كلِّ قلوبهم، فسوف يقبلهم ابنُ الله وستُغفر خطاياهم على الفور.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز