رسالة اليوم

16/03/2021 - أوقاتٌ صَعبة

-

-

وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ. وَلاَ سَلاَمَ. (إرميا14:6)

كانت الأيَّام التي عاشَ فيها النَّبي اِرميا صعبة للغاية، بسبب الازدهار المادي الذي سيطر على شعب الله، وجعل هؤلاء النَّاس يتوقَّفون عن خدمة الربِّ ويهتمُّون بمصالحِهم الخاصَّة فقط. أعلن النَّبي أنَّ السَّبي البابلي على وشك الحُدوث، لكن لم يستمِع أحدٌ إليه. وبسبب تحذيراته وُضِع في الزِّنزانة، واعتُبِر إنسانًا يفسد متعَة الآخرين ونبيًّا عفا عنه الزَّمن.

في أيامِنا هذه، رأينا أشياء مماثلة تحدث. لم يَعُد النَّاس من عائلات خدَّام الله العظماء يهتمُّون بالرَّسائل الصّحية، ولا يكرِّسون حياتهم لله ويعيشون في الواقع كما لو أنَّ لذَّة الجسَد هي هدفُ حياتهم. ستكون هناك أيامٌ حزينة لهؤلاء النَّاس، لأنَّهم لم يحتقروا القدير الذي يمكن أن ينقذهم فحَسب، بل سلَّموا أنفسهم للمُجرِّب أيضاً، الذي أبعدهم عن يسوع.

في تلك الأيام، سلَّم الجميع أنفسَهم للجَشع، وما كان يهمُّهم حقًا هو تحقيق الرَّخاء المادي. حتى الأنبياء والكهنة لا يفكِّرون إلَّا فيما يُمكنهم جَمعه. في أيامِنا هذه، ذاتُ روح الجَشع يسيطر على النَّاس، وبالتالي تَركوا ملكوت الله وراءهم في حين أنَّ الوقت مقصَّر؛ وأصبحَت الدُّنيوية والأفعال الجهنَّمية سيِّدًا لأولئك الذين توجَّب عليهم أن يمتلئوا بالرُّوح القدس وبالمواهِب والعطايا الإلهيَّة.

ولكن، ما الذي أضافه عصرُ الثَّروة إلى حياتِهم، لأنَّه في فترة قصيرة من الزَّمن، وَجدت يهوذا ومواطنيها أنفسهم عبيدًا في بابل. لماذا تجمع كنوزاً عظيمة- لتكون قادرًا على شِراء كلِّ ما يخطر ببالك، والسَّفر أينما تريد، ومتى تريد، والإقامة في أفضل الفنادق- مادام مستقبلك غير مضمونٍ؟ قد يأتي يوم الحِساب قبل أن يتوقَّع المؤمن الأحمق، فماذا سيكون مصيره؟

لا يوجد شيءٌ أفضل من أن تكون في سلامٍ مع الربِّ، وأن يقودك الرُّوح القدس وبهذه الطريقة، تكون قادرًا على التَّمتع بحياة هادِئة ومستقرَّة. لا يُمكن أن نبادل السَّعادة الحقيقية بوعدٍ زائفٍ، وهو ليس جيدًا الآن ولن يكون له خيرٌ في الأبدية. لذلك، إذا لم تكن قد كرَّست حياتك للربِّ، فتصالح معه. لا يجب اللَّعب على حافَّة البُركان، لأنَّ أجرة الخطيئة هي الموت (رومية6: 23 أ)

لا تقبل أن يلتئم جرحك ظاهريًا. حتى تشعر بالحضور الإلهي، لا تُعطي نفسك راحة. فقط أولئك الذين يلبسون ثوب العُرس، يضمنون حضورهم في حفل يسوع (متى 22: 1-14). تُشبَّه الأبدية مع المخلِّص بحفلٍ لا ينتهي. لماذا تسلك طريق الهلاك ما دُمت ستكون سعيدًا مع يسوع؟ قرِّر الآن تغيير طريقة حياتك بالإيمان مع الربِّ يسوع.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز