رسالة اليوم

12/03/2021 - رفيقُ المَساكين

-

-

يَا خَائِفِي الرَّبِّ سَبِّحُوهُ! مَجِّدُوهُ يَا مَعْشَرَ ذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ، وَاخْشَوْهُ يَا زَرْعَ إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا! لأَنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ وَلَمْ يُرْذِلْ مَسْكَنَةَ الْمَسْكِينِ، وَلَمْ يَحْجُبْ وَجْهَهُ عَنْهُ، بَلْ عِنْدَ صُرَاخِهِ إِلَيْهِ اسْتَمَعَ. (مزمور22: 23-24)
 

قلْ للذين يحترمون الربَّ أن يسبِّحوه، وينبغي أن يكونوا على يقينٍ أنَّ اليدَ الإلهيَّة قد اختارتهم. في الواقع، أولئك الذين يحترمون كلمة الله، ليس فقط محميين من الشَّر، ولكن أيضًا ينالون بركة فَهمِ ما يخصُّهم في المسيح ولديهم الحِكمة لامتلاك كلِّ ما يطلبه الذين يتَّخذون الربَّ إلهاً لهم.

إنَّ بيت يعقوب مباركاً، فلا سِحر، ولا عملَ الظَّلام يصلُ إلى بيتهِ (عدد 23:23). أولئك الذين يُصبحون خدَّام الله سوف يَرون أنَّ وعود الله تتحقَّق في حياتهم دائماً؛ لهذا السبَّب يجب أن يمجِّدوا الربَّ الذي اختارهم وفَصَلَهم عن العالم. وهم يُثبتون أنَّ معرفة القدير واحترام إرادته أمرٌ يستحقُّ المعرفة؛ لذلك تحرَّروا من الشَّر الذي يفعله إبليس بالبشر.

يعلن الوحيُ أنَّ كلَّ الذين خلَصوا يخشون الربَّ- يحبُّوه من كلِّ قلوبهم- يقبلون وصاياه ويتمِّموها (يوحنا٢١:١٤). إنَّ نسلَ إسرائيل، الرجلُ الذي عرف كيف يصارع مع الله وينتصر، لم يَدع الشَّيطان يخدعه بأكاذيبه. إذ أثبت أنَّه قادرٌ على الإمساك بالملاك وعدم السَّماح له بالذَّهاب حتى ينال بركاته. من الواضح أنَّ خادم الله الشُّجاع هذا يُحدِث فرقًا بين الآخرين.

الآبُ السَّماوي لا يحتقر ولا يكره معاناة الذي يئنُّ تحتَ قبضة الآلام. يعلمُ الخالق أنَّ هذا الشَّخص يمرُّ بمواقف صعبة لأنَّه كان مستعدًّا للخدمة في وقت يتطلَّب تفانيًا كبيرًا وطاعة كاملة له. بعضُ النَّاس يذهبون إلى أقصى حدود القداسة ولا يسقطون. لقد أثبِتت مصداقيتهم في ساحات التَّجربة، حيث ينجرف الضَّعيف في الإغراء، ورُغم ذلك، يُظهر نفسَه قويَّاً وحازِماً.

إذا كنتَ قد خضعتَ لامتحانِ النَّار، فتأكّد أنَّ الله قد سمح لك بذلك حتى تتزكَّى كخادمٍ لن يخونَ الربَّ مهما أُعطِي مسؤولية كبيرة جدّاً. يحتاج عملُ الله على الأرض إلى أشخاصٍ لن تجرفَهم عروضُ الشَّيطان المُخادعة التي جرَّبت النَّاس بكلِّ الطُّرق. حدثَ هذا مع السَّيد، وبما أنَّه لم يُخطئ، فلن يقع شعبُهِ في كلام الشَّيطان السَّلِس أيضاً.

في أوقات التَّجربة، عندما بدا أنَّك لا تستطيع تحمُّلها، لم يُخفِ الربُّ وجهَه عنك، بل كان يراقبك ويسندك، وبالتالي توقّفت التَّجربة بانتظارِ الفرصة التّالية. ولكن عندما لم تتمكَّن من الصُّمود أكثر من ذلك وصرختَ إليه، أجابك الربُّ وساعدك. لهذا السَّبب، الله يحبُّك ويدعوك لتكون واحدًا من الذين يمثِّلونه ويقومون بعمله المقدَّس.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز