رسالة اليوم

11/10/2016 - إهدأ واعتَرف أنّك مُخطئ

-

-

إِنْ صَعِدَتْ عَلَيْكَ رُوحُ الْمُتَسَلِّطِ، فَلاَ تَتْرُكْ مَكَانَكَ، لأَنَّ الْهُدُوءَ يُسَكِّنُ خَطَايَا عَظِيمَةً (جامعة 4:10).

الحَاكِم هَو أعَلى سُلطة في الدَولة, لِذلِكَ إذ اكِتشف خَطأ مَا, فَعَلتهُ بِقصْد أو بِدون قَصْد, أو أي خَلل في حَياتِك, لايَنْبَغي عَليكَ تَرك مَنصِبكَ, ولكن عَليكَ الْوقوف بِثَبات في الْمَسيح, لأنّ هَذا أفضل شَيئ يُمكِنكَ أن تَفعَلهُ في مِثل هَذهِ الحَالة. كُلّما حَفظتَ نَفسكَ بَعيداً عَن روحِ هَذا الْعالمِ كاسْتِخدَامكَ عَلىَ سَبيلِ المِثَال أشياءً مَشْبوهة لِتَحقيقِ غَرَضٍ مَا, أو تَعَطيْل قَضية مَعينة, بِذَلِك أنْتَ تَسْمح لِقوى الظَلاَم أن تَجَعلكَ تُعَاني, بينما الْحَلُّ الصَحيح لِذَلِكَ هَو أن تَدْخُل إلىَ مَحضر الله, وتُخبِرَهُ بِمَا يَحْدثُ مَعَكَ, وإسألهُ الْمَعَونة, لأنَ إستخدام الْحِكمَة الإلهية مِن أعَظمْ الأسرار الْتي تَمنَعُ حَدوث الْكثيرِ مِن الأشياءِ السَّيئةِ لنّا.

يَجِبُ أن نَكونَ خَاضِعينَ للسُلطات. لِذَلِكَ، إذا قَرّرَ قَيْصَر الْقَبضَ عَلينا لا يَجِبُ أن نَهرب، سِواء كُنّا عَلى حَق أم لا. ولو أخَطَأنَا, يَجِبُ أن نَتَحَمَل نَتِيجَةَ أخَطَائنَا، ورُبَما نَحْنُ لم نَقصِد أن نَفَعل ذَلِكَ. وأياً كًانًت الحَالة يَجِبُ أن نَتَوَجَّهَ بالصَّلاةِ إلى الله ونَعْترِفُ لَهُ بِكُلِّ مَا فَعَلنَاهُ دونَ إخفَاءِ أي شييء، لأنَهُ لا يَوجَدُ شَييءٌ مَخْفيٌ عَنهُ، لذلك، يَجِبُ عَلينَا أن نَعَتَرِفَ بِكُلِ أخَطَائنَا أمَامَه .

والآن, إذا كُنْتَ قَدْ سَقَطَتَ, فَأنَتَ لمّ تَخْسَر مَكَانَتَك في الرَّب, ومَا يَجِبُ أن تَقومَ بِهِ هَو أن تَعْترفَ بِجَمِيعِ خَطَاياك أمَامَ الرَّب, وتَطْلبَ مِنْهُ الغُفرانْ, ولا تُلقي اللّومَ عَلى شَخَصٍ آخَر, و إذا فَرضَنَا أنَ أحَدَهُم أشَارَ عَليْك بِفعلٍ الْخَطأ, فَي هَذه الحَالةِ أيضَاً أنْتَ الْمَسَؤول. ولِذَلِكَ، فَإنَ أقَصَر الطُرق للسَمَاحِ للرَّبِ أن يَعْمل فِيكَ مَرةً أُخرى ، أولاً: الإعْترافُ بِأنَكَ مُخْطئ- ويَجِبُ أن لاتَنْسَى أنَك ابن الله وأنَتَ مُؤهلٌ لِطَلبِ الْمُساعدة ليُرفَعَ عَنْ كَتِفِكَ هَذا الْعِبئ.

إن روحَ التَضَليلّ والْكَذِبْ الذِي يَسُود عَلى الشَخَص هَوَ مِن الْعَالم, لِيجَعَل الخَاطئ لا يَرى أخطَاءهُ ويَخَتَرِعَ أعذاراً لِيُفلتَ مِنَ العِقَاب, ويَتَهم غَيرهُ بِذَلِك. وبِمَا أنَكُم أبنَاء الله كُونوا صَادِقين واُمَنَاء دَائماً.

الطَريقَةُ الوَحِيدة للتَخَلُّصِ مِنَ الإثمِ بِشَكل كَامِل هَوَ تَحَمُل المَسَؤوليةِ وطَلَبِ الرَحَمَة مِن الآب القدوس. لا تُحَاول أن تَكُونَ ذَكِياً وتُجَرِبَ الإبتِعَادَ عَنْ الْخَطِية, فأنتَ بِذلكَ تُعْطي الشَّيْطَان فُرصَةَ أن يُذلِّكَ, والآن, أفَضَلَ شَيئ يَجِبُ أن تَفَعَلهُ هو أن تُعْطِي عَهَداُ للرَّبِ- مُختوم بِدَمِ يَسوع- ويَجِبُ عَليكَ أن تَحَتَرِمَهُ ,وهَذا أفَضَلُ شيئٍ يُمْكِنُكَ أن تَفَعَلهُ.

فَالعَهد الذي تَمّ بِدَمِ يَسوع هَوَ العِلاجُ الشَافي لِكُلِّ ألم, عِلاج يَجعَلُنا نهَدأ, هَو أعَظَمُ مُسَكن يُطفئ الغَضَبَ النَاجِمَ عَنْ الإسَاءاتِ, وإذا كُنْتَ قَدْ شَعَرَتَ بِالإسَاءة, لاتقلق فَالرَّبُ يَعَمَلُ لِصَالِحِكَ دَائماً, إن كُنْتَ أمَيناً في كَلِمَتِكَ. لِذا، إذا كُنتَ تَعَلم أنَهُ وكِيلكَ، فلِمَاذا تَسْتَهينُ بِهِ؟

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز